بقلم: الدكتور غازي الفنوش
ازداد في السنوات القليلة الماضية اهتمام الناس بمضادات الأكسدة لفوائدها في تخليص الجسم من الجذور الحرة ،،
فما هي الجذور الحرة؟ وماهي مضادات الأكسدة ؟ وكيف يتم التوازن بينهما؟
الجذور الحرة ذرات ليست مستقرة تسعى للارتباط لملء مدارها الخارجي بإلكترونيات لتصبح ذرات مستقرة، وذلك بالتفاعل بسرعة مع عناصر أخرى داخل الخلية .
تتكون الذرة من نواة تدور حولها إلكترونات سالبة الشحنة في مدارات تحيط بها، ولتبقى الذرة مستقرة يجب أن تمتلئ تلك المدارات بأعداد محددة من الإلكترونات، وإذا انتهى عدد الإلكترونات، ولم يمتلئ المدار الخارجي للذرة بالعدد المطلوب حينها تصبح هذه الذرة غير مستقرة وقابلة للارتباط بذرة أخرى لإكمال إلكترونات مدارها الخارجي بالعدد اللازم، وتعرف الذرات ذات الغلاف الخارجي غير المكتمل بعدد الالكترونات اللازمة بالجذور الحرة بينما الذرات ذات الغلاف الخارجي المكتمل من الاليكترونات تكون ذرات مستقرة، وإن عملية ارتباط الجذور الحرة بذرات أخرى يُعرف بالإجهاد التأكسدي ، فعندما تنقسم جزيئات O2 الأوكسجين إلى ذرات مفردة، فإنها تتحول إلى جذوراً حرة غير مستقرة تسعى للإرتباط بذرات أو جزيئات أخرى كي تصبح مستقرة، وهذه العملية تسمى الإجهاد التأكسدي الذي يتسبب في تلف خلايا الجسم، وعادة تستهدف الجذور الحرة جميع أنواع جزيئات الخلايا، ومن بينها الدهون والبروتينات والحموض النووية، ولكن مع تقدم العمر، يفقد الجسم قدرته على مكافحة آثار الجذور الحرة وبالتالي تتراكم هذه الجذور الحرة، ويحدث المزيد من الإجهاد التأكسدي، والمزيد من الضرر للخلايا والأنسجة مما يؤدي إلى المزيد من الأمراض الناتجة عن تدهور بنية الأنسجة مثل مرض باركنسون والمفاصل وأمراض القلب، وقد ترتبط الجذور الحرة بالحمض النووي داخل نواة الخلية مما يسبب طفرات جينية في الخلايا ويؤدي ذلك إلى أورام سرطانية،كما دلت الدراسات بأن الإجهاد التأكسدي يسبب اضطرابات في المناعة، وإعتام عدسة العين ..!!
تتكون الجذور الحرة بالجسم بصورة طبيعية نتيجة التمثيل الغذائي، ولكن هناك عدة عوامل في نمط الحياة يمكنها أن تسرع في زيادة إنتاج تلك الجذور الحرة، ومنها التدخين والتعرض للمواد الكيميائية السامة والهواء الملوث، وتناول الكحوليات، والتعرض للأشعة السينية،
مضادات الأكسدة :
مواد كيميائية تقلل من آثار الجذور الحرة، حيث تتبرع بإلكترونات للجذور الحرة كي تصبح مستقرة، وبالتالي تقلل من تأثيرها، ومضادات الأكسدة لها ميزة فريدة، لأنها تتبرع بإلكترون دون أن تصبح هي نفسها جذوراً حرة .
الإجهاد التأكسدي عبارة عن حالة تنتج عن عدم التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة، فعندما تزيد الجذور الحرة في الجسم عن المستوى المتوفر من مضادات الأكسدة لتقلل من تأثيرها، يحصل خطر الإصابة بالإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض .
ما هي محفزات الإجهاد التأكسدي؟
بعض السلوكيات اليومية قد ترفع من الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي وبالتالي الحاجة إلى مضادات الأكسدة ومن تلك المحفزات :
استنشاق الهواء الملوث ودخان السجائر، والكحول، واستهلاك الدهون المشبعة، والتعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، وممارسة الرياضة الشاقة .
إن الغذاء هو المصدر الأفضل للحصول على مضادات الأكسدة ومن الممكن أن نحصل عليها من الأنواع الداكنة من العنب، والتوت الأزرق، والمكسرات، والخضروات الورقية الداكنة ومنها السبانخ والبروكلي فجميعها تحتوي على المواد المضادة للأكسدة مثل الكامبفيرول، والخضروات ذات اللون البرتقالي كالجزر الغني بفيتامين A،والشاي الأخضر والبقوليات من المصادر الغنية بمضادات الأكسدة، والأسماك تحتوي أوميجا3 و فيتامين-د .
إن تناول مضادات الأكسدة عن طريق الغذاء أفضل على صحة الجسم من المكملات الغذائية لأنها تعمل بشكل متجانس مع بعضها.
لسوء الحظ لا يعرف الكثير من الناس عن خطورة زيادة الجذور الحرة، وأهمية مضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان، والتي تعد من أهم المركبات الضرورية للجسم، والتي تعمل على حماية الشخص لاسيما في مرحلة الشيخوخة من عدد لا حصر له من الأمراض مثل السرطان والإيدز، والسكري، والقلب، كما انها تعمل على تأخير ظهور علامات الشيخوخة وتجاعيد الوجه والرقبة، لذا يرجى الحرص الشديد على تناول مزيد من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، وذلك من خلال إتباع النظام الغذائي اليومي الصحي والمتوازن، والغني بالخضروات والفواكه ،،!!