أعلن الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، أنه يتقدم بشكل فعال على الأرض فى محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس، جاء ذلك فيما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من تحول مناطق سكنية إلى ساحات معارك، مشيرة إلى أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم منذ بدء زحف قوات الجيش الوطنى نحو العاصمة.
وفى مؤتمر صحفى أمس، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى، أن قوات الجيش تتقدم فى محاور القتال جنوب طرابلس، خاصة فى مناطق «عين زارة واليرموك والهضبة»، مضيفا أن قوات الجيش تسيطر على المنطقة الممتدة من ترهونة حتى قصر بن غشير.
وأوضح المسمارى أنه جرى إسقاط طائرتين «للعدو» واحدة قرب قاعدة الجفرة وسط ليبيا، وأخرى قرب قاعدة الوطية (غرب)، كما أكد العثور على حطام الطائرة قرب قاعدة الوطية، وكذلك على كرسى الطائرة،
مستعرضًا تسجيلا مصورا قال إنه لحطام الطائرة المحطمة وهى من طراز «ميراج1» وأن «قائد الطائرة من الإكوادور».
وأشار المسمارى إلى أن هناك «مقاتلين أجانب يقاتلون مع الميليشيات الإرهابية»، موضحا أن هناك عناصر «معارضة من تشاد تم نقلهم من جنوب ليبيا إلى طرابلس، وهناك عناصر متطرفة تم نقلها من تركيا إلى ليبيا، وطائرات من دون طيار تراقب قواتنا».
إلى ذلك، أعلن المسمارى، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن السلاح الجوى قد حقق السيادة فى المنطقة الغربية بالكامل.
فى المقابل، أعلنت عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، أمس، أن قواتها أحرزت تقدما فى عدة محاور للقتال جنوب العاصمة.
وقالت عملية بركان الغضب، فى بيان صحفى عبر صفحتها على «فيسبوك» إن القوات التابعة لحكومة الوفاق نفذت فى محور «عين زارة» هجوما خاطفا وحاصرت قوات تابعة للجيش الليبى، قبل أن يسلموا أنفسهم وأسلحتهم، على حد قولها.
وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة «كورييرى ديلا سيرا» الايطالية أنه سيتم تنظيم مسيرات احتجاجية، خلال ساعات، فى بنغازى وطبرق ضد روما، وذلك بعد طلب حكومة الوفاق الوطنى، بقيادة السراج، الدعم من إيطاليا.
وتأتى هذه التظاهرات، بحسب الصحيفة الإيطالية، ضد «وجود جنود إيطاليين بمهام غير واضحة وبالتأكيد ليس للمهام طبيعة إنسانية».
بدورها، قالت ميكيلا ميركورى، أستاذة التاريخ المعاصر فى جامعة «ماتشيراتا» الإيطالية، فى تصريحات لـ«الشروق»، إن مكالمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الهاتفية مع المشير حفتر، الأسبوع الماضى، والتى أعطت الضوء الأخضر للتقدم نحو العاصمة طرابلس، يمكن أن تدعم أكثر «المسار الدبلوماسى» كما تفعل ايطاليا
وفى ضوء هذه التطورات، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فى بيان أمس، من تدهور كبير فى الوضع الإنسانى فى طرابلس جراء الاشتباكات المسلحة.
وأعربت اللجنة عن قلقها من تحول مناطق سكنية تدريجيا إلى ساحات معارك، مشيرة إلى أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم منذ بدء التصعيد العسكرى فى 4 إبريل، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت اللجنة أن «أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم ويحتمون عند أقاربهم أو فى مبان عامة».