بقلم : على أبودشيش خبير الآثار المصرية
من خلال الصور الحية المسطرة على صفحات الأحجار توصلنا إلى قصص مجد وبطولات الجيش المصري القديم وخاصة في العصر الفرعوني فأثبتت تلك الأحجار والمرسومة المكتوبة إن الجيش المصري على مر العصور يقدم الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على هذه الأرض التي يعيشها عليها فمنذ أكثر من قرن مضى كان ماضي مصر كتابا مغلقا ولم يكن احد يستطيع أن يفك سر الرموز الموجودة على الآثار والتماثيل المصرية ولكن الآن بعد فك شفرة اللغة المصرية القديمة أصبح تاريخ مصر وخاصة جيش مصر كتاب مفتوح أمام الجميع لتبين للعالم اجمع تاريخنا العظيم وضرب اقوي الأمثلة في الحرب والسلام الذي كانت مصر تنفرد به قديما وليست حديثا فقط فمنذ قديم الأزل كان المقاتل المصري القديم يدافع بكل ما يملك عن وطنه وسلامة أراضية فلا يخلو شعب من جيش ولا يخلو جيش من شعب.
جسور في حومة الوغى
شجــاع لا يهـــاب المــــــوت
محارب لا يخاف المنايا
إذا اقبل بث الرعب في قلب العدو
ذلك هو الجندي المصري في مصر القديمة الذي سجل لنا أنتصارته على جدران المعابد والمقابر حيث نراه واقف شامخا بيده السلاح مستعدا للحرب وللدفاع عن بلده واقفا إما بالرماح أو السيوف أو الدروع أو الأقواس أو السهام يرتدى زى الحرب الذي كان شرفا يتمناه اى مصري حين ذاك وحاليا ويحمى رأسه بخوذه القتال .
فلقد خاض الجيش المصري على مر العصور العديد والعديد من الحروب منها ما يتمثل في الدفاع عن بلاده وأرضة ومنها ما يتمثل في الحملات العسكرية لتأديب بعض القبائل من مثيري الشغب ومنها من دافع فيها عن الوادي وما وراءه ومنها من كانت لصد الهجمات العارمة من قبل الشعوب التي جاءت كريح عاصفة تهب من كل حدب وصوب فكان الجندي المصري القديم يقدم الغالي والنفيس من اجل الدفاع عن أرضة التي وهبها الله له.
ومن نماذج الجيش المصري على مر العصور والمقاتل المصري القديم و (الحرب والسلام)
ضرب لنا الجيش الفرعوني أروع الأمثلة في الانتصارات والحفاظ على شعبة وسلامه أراضية وإذا جاء وقت السلم عاش الناس امنين ، ورابطت القوات في معسكراتها واستقر الأسطول في موانيه ومن القوات من كان حرسا للملك ومنها من صاحب البعوث إلى البلاد الأجنبية ،والى المحاجر والمناجم وقد تعسكرت القوات فى حصونها وقلاعها التي كانت كذلك مراكز للعبادة ونبراسا للفكر وإشعاعا لثقافة مصر وحضارتها .
ففي عهد الملك رمسيس الثاني الذي حارب الحيثيين في معركة قادش متبركا بالإله منتو وهو اله الحرب لديهم كي يساعده ويخترق الحصار ثم يلقى بهم في النهر حتى إذا جاءوا إليه وطلبوا السلم يستجيب لهم ليضرب أعظم الأمثلة في السلم وتعتبر هذه من أوائل معاهدات التاريخ في العالم اجمع هي معاهدة السلام مع الحيثيين فكان الملك رمسيس الثاني رجلا للحرب للدفاع عن أراضية وللسلام أيضا كما وثق ذلك في الكتابات المصرية القديمة .
وإما في عهد الملك رمسيس الثالث فأنتصر على شعوب البحر الأبيض المتوسط وحصرهم بين جيشه الممتلئ بالسهام على الشاطئ وأسطوله الذي يلتف من خلف أسطول العدو فيقلب سفنهم رأسا على عقب.
ومن النماذج المشرف في تاريخ الجيش المصري أيضا الملك المحارب وسقنن رع الذي قاد حرب التحير وكامس وأحمس خلفا له اللذين حرروا البلاد من (حقا خاسوت)الهكسوس وقادوا حرب التحرير لتحرير البلاد من الأعداء الأجانب.
وها هو تحتمس الثالث يتحدث مع ضباطه عن مواقع العدو ويسأل عن اى الطرق يسير ويسير في أصعب الطرق ويتقدم الجيش المصري ويهزم الميتانيون.
*الحرب والسلام قديما وحديثا
وتزامن مع انتصارات أكتوبر المجيدة …ففي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات تم طرد إسرائيل من ارض مصر وكأن التاريخ يعيد نفسه حين طرد الفرعون مرنبتاح اسرائيل من مصر قديما وسجل ذلك فى لوحه الانتصارات فى معبد بطيبة .
وأما عن السلم فقد أضرم الملك رمسيس الثاني معاهده مع الحيثيين وتعبر من أوائل المعاهدات في العالم القديم.
وعلى هذا النحو في العهد الحديث تم عمل معاهده سلام مع إسرائيل وهى كامب ديفيد لنقول للعالم اجمع إننا منذ قديم الأزل لن نعتدي إلا إذا ما اعتدى علينا.