قال الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي إن قوات تابعة للتحالف دخلت يوم السبت مطار مدينة الحديدة التي تحوي الميناء الرئيسي في البلاد، في هجوم قد يعطي التحالف ميزة قوية في قتاله مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
ووصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن جريفيث يوم السبت إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وتخشى الأمم المتحدة التي أخفقت في إيجاد حل دبلوماسي لدرء الهجوم أن يقطع القتال شريان الحياة الوحيد لملايين اليمنيين المعرضين للمجاعة.
ونقلت قناة المسيرة الناطقة بلسان جماعة الحوثي عن محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين قوله ”المبعوث الأممي لم يعمل شيئا حتى الآن وهو يمثل غطاء لاستمرار العدوان ودوره لا يختلف عن سابقه“.
وقد تكون لمعركة الحديدة، وهي الأكبر في الصراع على الإطلاق، تداعيات تتجاوز كثيرا المدينة التي يعيش فيها 600 ألف نسمة. وصراع اليمن جزء من حرب إقليمية بالوكالة بين السعودية وإيران.
ووجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي العالمي مع إيران وتقاربه مع كوريا الشمالية ضربة لطهران وجعلها تحت ضغوط للحفاظ على مصالحها في اليمن والدول العربية الأخرى.
وقال مصدر بالجيش اليمني وسكان إن قوات برية، تشمل قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار لكنها لم تسيطر عليه.
وأضاف المصدر ”نحتاج بعض الوقت للتأكد من عدم وجود مسلحين وألغام أو متفجرات بالمبنى“. وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن ”الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة“.
وأدى هذا إلى إغلاق مخرج رئيسي من المدينة وجعل نقل البضائع من الميناء، وهو الأكبر في اليمن، إلى المناطق الجبلية أكثر صعوبة.
وقال أحد السكان ويدعى علي عمر إنه قضى ثلاثة أيام محاصرا مع أسرته في حي المنظر المجاور للمطار بينما القتال محتدم حولهم.
وأضاف بينما كان جالسا ليل الجمعة في المستشفى بجوار ابنه الذي أصيب في ضربة جوية ”نحن وأطفالنا وشيوخنا ونسواننا مبهدلين. مجاعة. ثلاثة أيام لا أكل لا شرب“.
وتابع قائلا إنه قام بإسعافه على حافلة ”لأن الطيران ضرب. هذا لا يجوز. نناشد الأمم المتحدة والصليب الأحمر لفك طريق لنا لنخرج من المأزق الذي نحن فيه“.
وقال سامي منصور، مسؤول غرفة الطوارئ في مستشفى الثورة، إنه استقبل جثتين و12 مصابا. وأضاف ”ما زالت الإسعافات مرابطة في المكان لإسعاف الجرحى (ونقلهم) إلى مستشفيات الطوارئ“.
* مخاوف من مجاعة
حذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم على الحديدة قد يسفر عن مجاعة تهدد أرواح الملايين. ويعتمد حوالي 22 مليون شخص في اليمن على جهود الإغاثة الإنسانية وهناك 8.4 مليون معرضون للمجاعة.
وقال مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن ”وكالات الإغاثة لا يمكنها حاليا الوصول إلى مناطق بجنوب المدينة حيث يوجد على الأرجح مصابون ومتضررون ونازحون مما يجعلنا بلا صورة واضحة عن الاحتياجات“.
واضطرت وكالات الإغاثة إلى تعليق كل عملياتها تقريبا في الحديدة.
ويقول التحالف العربي الذي أطلق عملية الحديدة قبل أربعة أيام إن بإمكانه السيطرة على المدينة بسرعة لتفادي تعطيل المساعدات للملايين المعرضين لخطر المجاعة.
واتهمت الرياض الحوثيين باستغلال الميناء لتهريب أسلحة إيرانية الصنع من ضمنها صواريخ استهدفت مدنا سعودية، وهو ما تنفيه جماعة الحوثي وطهران.
وإذا طال أمد القتال في الحديدة وتكبد التحالف خسائر بشرية كبيرة وتفجر الغضب من وقوع كارثة إنسانية فإن الأمر قد يصب في صالح الحوثيين. وإذا تم إخراج الحوثيين منها فقد يكون للتحالف اليد العليا في الحرب.
وتدعم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التحالف وتمده بأنواع مختلفة من المساعدة. وقالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية يوم السبت نقلا عن مصدرين عسكريين إن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن إلى جانب القوات الإماراتية.
ويسيطر الحوثيون على معظم المناطق المأهولة في اليمن الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 30 مليون نسمة.
وراح أكثر من عشرة آلاف شخص ضحية الضربات الجوية والحصار والقتال منذ بدء الحرب عام 2015. وتدخل التحالف بقيادة السعودية لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة في الخارج وإحباط ما تصفه السعودية والإمارات بمساعي إيران للهيمنة على المنطقة.
المصدر: رويترز