ضربت طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، بعد يومين من إعلانهم المسؤولية عن هجمات بطائرات بدون طيار على منشآت نفطية في السعودية.
واستهدفت الغارات تسعة مواقع عسكرية في المدينة وما حولها، بحسب ما ذكره سكان. وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين وقوع ست غارات لطائرات التحالف.
وتفيد تقارير بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا. وقالت قناة المسيرة إن 52 شخصا آخر أصيبوا بجروح. ويقول سكان إن الغارات أصابت أيضا عددا من المنازل.
وأفادت تقارير بأن أفراد الإنقاذ أخرجوا بعض الأشخاص من تحت الأنقاض.
وقال واثق القدسي: “أنقذنا ثلاثة أطفال، وقال والداهم إن هناك طفلة مازالت تحت الأنقاض، ولذلك نحاول العثور عليها”.
وقال عامر محمد، وهو منقذ آخر، “أنقذنا سبعة أو ثمانية من المنزل، وهم الآن مشلولون، لا يستطيعون الحديث ولا يستطيعون المشي. سبعة أو ثمانية من أسرة واحدة.”
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الغارات أصابت “قواعد ومنشآت عسكرية ومستودعات للأسلحة والذخيرة لمليشيات الحوثيين”.
وأضافت الوكالة أن الأهداف أصيبت “بدقة”.
ونقلت محطة العربية المملوكة للسعودية عن بيان للتحالف قوله إن طائراته بدأت عملية تهدف إلى “تحييد قدرة ميلشيات الحوثيين على تنفيذ أعمال عدوانية”.
وقال البيان إن “ما قامت به الميليشيات الحوثية … من اعتداءات على منشآت حيوية بالمملكة يعد انتهاكا للقانون الدولي ويرقى إلى جرائم حرب”.
وحث البيان المدنيين على تجنب المناطق المستهدفة. ولم ترد أي تقارير عن إصابات.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شاهد قوله إن الغارات بدأت الساعة الثامنة صباحا، بينما كان كثير من اليمنيين نائمين.
وجاءت الغارات الجديدة بعد تحذير مبعوث الأمم المتحدة، الذي يقود جهود إنهاء الحرب، من أن اليمن قد يواجه التهديد باندلاع حرب شاملة.
واتهم نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إيران الخميس بأنها أمرت الحوثيين بتنفيذ هجمات الطائرات بلا طيار على المنشآت النفطية السعودية.
وقال بن سلمان، في حسابه على موقع تويتر، إن الحوثيين ما هم إلا “أدوات يستخدمها النظام الإيراني لتنفيذ أجندته التوسعية في المنطقة”.
وقال عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تويتر إن الحوثيين “يضحون بحاجات الشعب اليمني من أجل مصالح إيران”.
وأضاف: “الحوثيون جزء لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني، ويتبعون أوامره …”
وقال زعيم للحوثيين لبي بي سي الأربعاء إن هجوم الثلاثاء على منشآت النفط السعودية لا علاقة له بزيادة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
ونفى محمد علي الحوثي تدخل إيران في قرار الحركة بشن الهجوم.
كانت السعودية قد أعلنت الثلاثاء أن طائرات بدون طيار ضربت محطتين لضخ النفط في المملكة. إلا أنها ذكرت أن ذلك لم يؤثر في الإنتاج أو التصدير.
وذكرت الإمارات الأربعاء أن التحالف الذي تشارك فيه وتدعمه دول غربية كبرى “سوف ينتقم بشدة” من أي هجمات يشنها الحوثيون على أهداف تابعة للدول المشاركة فيه.
وقد تعرقل الغارات على صنعاء، وتصعيد العنف في ميناء الحديدة، الذي انتهك الهدنة التي توصلت إليها الأمم المتحدة هناك، جهود السلام لإنهاء الحرب التي تتواصل منذ أربع سنوات، وقتل فيها عشرات الآلاف، معظمهم مدنيون، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
وكان التحالف قد بدأ حربا شرسة على الحوثيين في اليمن في مارس/آذار 2015، ومازال يشن غارات جوية على مواقع يقول إنها تابعة للحوثيين، من أجل إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى صنعاء.
ويتهم الحوثيون السعودية بالسعي إلى تدمير اليمن واستهداف مواقع مدنية خلال الحرب.