بقلم : على أبودشيش
في العصور القديمة، كان الزجاج نادرًا و سلعة ذات قيمة عالية، حيث أن من يعرفون كيفية تصنيعه يمتلكون تكنولوجيا قوية.
والآثار التي اُكتشفت في مصر شرق دلتا النيل تُشير إلى أن الزجاج صُنع من مواد أولية في حوالي 1250 ق.م. الآثار عُثرعليها في موقع لعاصمة الفرعون رمسيس الثاني. والبقايا كَشفت عن أقدم موقع معروف لصناعة الزجاج في أنحاء العالم والذي أُرخ على أنه من العصر البرونزي.
الاكتشاف أشار إلى – ولأول مرة – الطرق المُسخدمة في صناعة الزجاج القديم.
كان ثاني أقدم اكتشاف للمنتجات الزجاجية في جزيرة رودس في اليونان، أُرخت في حوالي 200 ق.م (بعد أكثر من ألف سنة من المنتجات الزجاجية للمصريين القدماء).
بجانب استخدام الزجاج في التمائم، الخرز والترصيع، كانت هناك محاولات لاستخدامه في مشاريع أكثر طموحًا.
وفي مصر القديمة، صُنع الزجاج بطريقة قوالب التشكيل والقطع على البارد. كانت طريقة قوالب التشكيل (أو تشكيل النواة) تقنية مهمة في صناعة الزجاج في مصر والتي هُجرت بسبب تقديم تقنية النفخ في العصر الروماني.
عُرفت أدوات وخامات صناعة الزجاج بعد السنة التالية من 3 سنوات في التنقيب في منطقة القناطر، وهي موقع حكم رمسيس الثاني. الاكتشافات أٌرخت في عصر رمسيس الثاني، والذي حكم مصر عندما كانت إمبراطورية ذات قوة.
وأشارت الآثار إلى مرحلتين من عملية الصنع. المواد الأولية، والتي تتضمن السليكا ورماد النبات، كانت تُحرق في أوعية بيضاوية والتي من المُحتمل أنها إعادة استخدام لجرار الخمرة. ثم يُسحق الخليط ويُغسل قبل وضع الملونات، ثم يُصهر في قوالب أُسطوانية الشكل، لتُشكل سبائك الزجاج المستديرة.
وهذه السبائك تُنقل إلى ورش حيث الحرفيين المهرة يصنعون زجاجات العطور والعناصر الزخرفية، مثل ترصيع الأثاث والحُليّ الثمينة.
ويُعتبر الزجاج المصري القديم من الأحجار المصنوعة نصف النفيسة وهي خامة بديعة وثمينة، والتي في الغالب كانت تحت التحكم الملكي وتهدى لخاصة رجال الدولة.
وانحدرت صناعة الزجاج بعد عصر الأسرة الـ 21 (1096-946 ق.م) و أٌحييت من جديد أثناء حكم الأسرة الـ26 (664-525 ق.م) ولكنها استمرت في الانحدار.