بقلم: فريد زمكحل
كنت أتمنى ألا تتورط المملكة العربية السعودية في مثل هذا العمل المشين الذي لا يخدم مصالح المملكة بقدر ما يضرها على جميع المستويات الدولية.
أقول كنت اتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه في عالم اليوم.
خاصة وقتل المُعارض الأخواني جمال خاشقجي بهذا الشكل وفي هذا التوقيت وفي هذا المكان لا مكان له من الإعراب، حيث افاد الجميع وأضر المملكة وأساء للعرب كل العرب من المحيط إلى الخليج ولا يمكن توصيفه أو أدراجه سوى تحت مفهوم الخطأ الجسيم الذي يطول الجميع ويتطلب الكثير من الضمانات لعودة الثقة لجميع المواطنين خاصة المعارضين منهم للتعامل من جديد مع قنصليات بلادهم العاملة والمتواجدة في الخارج لرعاية مصالحهم وحمايتهم لا لقتلهم وتصفيتهم جسدياً كما حدث مع خاشقجي بهذه الوضعية غير المسبوقة.
وزاد الطينة بلَّة هذا البيان المضحك المبكي الذي صدر من المملكة بهذا الخصوص وغير المحبوك أو المقبول روائياً او منطقياً، وأكد على تورط جميع المسئولين بشكل أو بآخر في هذا الحدث المُشين بكل معنى الكلمة بدلا من أن يعالج الأمر بصورة أكثر منطقية وواقعية، ولو كنت المسئول عن صياغة هذا البيان لقلت التالي:
بسم الله الرحم الرحيم « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم ، يتقدم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده وجميع أفراد الأسرة الحاكمة بخالص العزاء لمقتل السيد جمال خاشقجي بهذا الشكل المُعيب في قنصلية المملكة العربية السعودية في تركيا، ونتعهد بتقديم كل من قام بتنفيذ هذه الجريمة للعدالة عملاً بقوله تعالى «ولكم في الحياة قصاص يا أولى الألباب»، كما نعتذر عن قيام البعض بمخالفة القرار الصادر من الدولة بالقبض على المواطن جمال خاشقجي المعارض السعودي المقيم في الخارج لتقديمه للمحاكمة عن عدة تُهم منها التعاون مع جهات خارجية تهدد الأمن القومي السعودي وأمن المملكة وشعبها وسلامة أراضيها بالقيام بقتله ظناً منهم بأنهم يخدمون الوطن ويراعون مصالحه وهم يضرِّون به وبأمنه ومصالحه كل الضرر.
خالص تعازينا لأسرة الفقيد وصادق اعتذارنا عن هذا الخطأ الذي لن نسمح بتكراره وفقاً للضوابط الجديدة التي يتم اعدادها، وسينص عليها القانون والدستور السعودي بعد تعديله لما يخدم هذا الغرض.
وفي الختام نسأل الله والشعب السعودي العظيم وجميع الدول والشعوب السماح والمغفرة والبقاء لله…
ولو جاء البيان بهذا الشكل لكان أكثر اقناعاً وأكثر قبولاً.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه..