بقلم : خالد بكداش
اليوم أيها القراء الأعزاء والمتابعين الأفاضل لن أخط لكم كلمات عن المعنى الحقيقي للحرية والديمقراطية أو عن الفساد والرشوة .
اليوم ستحارب كلماتي الذات وتقوم بالنقد والنقد الذاتي … الأمر الذي يجب أن يمر به كل كاتب وصحفي نعم يجب أن ننتقد ذاتنا وعلينا بتقبل هذا النقد خاصة إن كان نقداً بناءً ومفيداً هدفه التطوير من العمل الأدبي والإعلامي .
اليوم سنتحدث عن مهنة الاعلام … مهنة تحولت إلى سلطة بفضل قوتها ومهمتها السامية ….
الإعلام كان يحقق المعجزات عندما كان لصالح المواطن , الاعلام كان رسالة سامية تنقل هموم وأوجاع الفقراء والمحتاجين …
الإعلام كان صوت من لا صوت له … أما اليوم قرائنا الأعزاء لقد تحولت مهنة الاعلام إلى ميدان للرماية يسدد فيها الاعلاميون الذين يظهرون على شاشات التلفاز طلقات موجهة للمواطن هدفها أن تزرع في نفسه الفتنة والتفرقة والتطرف . تحولت مهنة الاعلام من رسالة سامية إلى رسالة تحمل الجمرة الخبيثة , فبين السطور والكلمات رسائل شفهية للسيطرة على عقول الناس , الأمثلة كثيرة عن الوسائل الاعلامية وعن الاعلاميين الذين يتاجرون بالكلمات و لسنا هنا للتشهير بهذه الوسيلة أو بذاك الاعلامي أو الاعلامية بل نحن هنا لننقد ذاتنا ومهنتنا وعملنا لنصل لهدف سامي هو إعادة بناء الثقة التي فقدت بين القارئ والإعلام .
الحقيقة أننا فقدنا أهم وأغلى شيء نعمل لأجله وهو القارئ والمشاهد والمستمع .
فقدنا هويتنا لأجل المال , فقدنا ذاتنا لأجل السُلطة… لم نعد نشاهد تلك الابتسامة التي تعلو وجه المشاهد أو القارئ أو المستمع وهو يتابع جملة ساخرة . لم نعد نشاهد تلك النظرة التي تنتظر بفارغ الصبر خبر جيد أو معلومة مفيدة . تحولت القنوات الفضائية إلى لوحة اعلانات للعلكة والبطاطا الشيبس وأدوات التنظيف , تحولت القنوات الفضائية إلى دروس لتعليم التشدد ونشر الفتنة والتطرف , تحول الاعلام إلى وسيلة للقتل وإلى وسيلة للسباب والشتائم , بقدر ما تحدثنا عن الأشياء السلبية التي صار الإعلام ينقلها ويمثلها فهي لن تنتهي ولكن مما تعلمناه سابقاً يجب علينا أن نحترم القارئ ونحترم تفكيره .
يجب علينا أيها الزملاء الاعلاميين أن نقف دقيقة لنقد ذاتنا ولبيان الاخطاء التي وقعنا بها وإصلاح هذا الخطأ الذي حولنا إلى متهمين ومتعاونين مع السلطة ضد المواطن . يجب علينا أن نعود لمهمتنا الأساسية وهي أن تكون صوت الحقيقة والحق …. يجب علينا أيها الزملاء الأعزاء وضع الأمور بنصابها الصحيح .
أما أنتم أيها القراء الأعزاء فلكم الحق أن تكونوا غاضبين ولكم الحق أن تكونوا غير واثقين , ولكن ليعلم القاصي والداني , قراء ومشاهدين ,مستمعين و متابعين أن الحق لا يموت أبداً ما دام وراءه مطالبين .
لكم محبتي …وللحديث بقية