بقلم: سليم خليل
وردت عدة روايات حول غرام شاعر العصر الأموي وضاح اليمن وفاطمة زوجة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ؛ قيل إنها نشأت بقرب الشاعر وضاح وكانت علاقة غرام لم تدم لأن الخليفة شاهدها وأعجبته فتزوجها وانتقلت إلى عاصمة الخلفاء الأمويين دمشق وتبعها الشاعر المغرم إلى دمشق .
رواية أخرى تقول إنه نشأ في اليمن وتغزل بفتاة أحبها وذكر اسمها في شعره وكان هذا محرّم ومن الممنوعات ؛ هدده أهلها بالقتل فهرب إلى بلاد الشام حيث نظم قصيدة مدح بها الخليفة الذي ضم الشاعر إلى حاشيته لأنه كان يتمتع بجمال وقامة وذكاء يصلح أن يكون مع حاشية الخليفة؛ وهو في هذا المركز تغزل بفاطمة بقصيدة فعشقته لما شاهدت جماله وقامته .
أسم شاعرنا الحقيقي يحيى إبن عبد الرحمن الخولاني؛ أطلق عليه إسم وضاح اليمن لأنه كان وسيما ومحبوب الصبايا وهو من سكان اليمن ؛ قيل عن جماله إنه لا يخفى على أحد جمال وجهه ؛ كما قيل إنه كان يرتدي قناعا ليخفي جماله خوفا من الحسد وصيبة العين .
أما فاطمة زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك كانت جميلة جدا وهي إبنة عمه وأنجبت منه يعقوب وإسحاق .
توفي الوليد فتزوجها إبن عمها سليمان بن داوود بن مروان وأنجبت منه عبد الملك وهشام ؛ بذلك يكون والدها خليفة وجدها خليفة وزوجها خليفة وأخوتها أربعة خلفاء .
تغزل بها الشاعر الوسيم وضاح وأحبته وكان يزورها بإستمرار؛ طلبت من زوجها الخليفة السماح لتقديم فريضة الحج وكان برفقة حاشيتها الشاعر المغرم وضاح اليمن .
في إحدى رحلات الخليفة زار سوق مجوهرات فاشترى عدة قطع ثمينة وأرسلها هدية إلى زوجته؛ لما وصل الخادم ليسلمها هدية زوجها وجد الشاعر الوسيم وضاح برفقتها في القصر! أراد الخادم إبتزاز فاطمة بأن يحتفظ بقطعة من تلك المجوهرات لقاء صمته وإلا سيخبر الخليفة ؛ فإذا بها تأخذ المجوهرات وتطرده مع التهديد بمعاقبته .
لم يخش الخادم التهديد وأخبر الخليفة بعلاقة فاطمة بالشاعر وضاح وشرح له بأن الشاعر اختبأ بصندوق جميل لما شعر بدخول شخص الذي فاجأهما وشاهده يختبئ بذلك الصندوق.
كتم الخليفة الخبر وذات يوم فاجأ زوجته برجوعه إلى القصر عالما بأن وضاح موجود عند زوجته في القصر!!!
اختفى وضاح عن الأنظار فتأكد الخليفة أن وضاح اختبئ في الصندوق ؛ جلس الخليفة على الصندوق وأخذ يتغزل بجمال زوجته فاطمة وقال لها أحتاج هذا الصندوق وسآخذه ؛ حاولت فاطمة إقناع الخليفة بأنها لا يمكن أن تتخلى عن الصندوق وفي النهاية أمر الخليفة بنقل الصندوق وحملوه بعيدا عن القصر حيث كان قد أمر بحفر حفرة عميقة ودفن الصندوق وفيه الشاعر وضاح حيا .
إحتراما لعلاقة القربة العميقة لم يتحدث الخليفة عن دفن الشاعر حيا حفاظا على سمعة الأسرة المالكة وتابع حياته بشكل طبيعي وعادي مع زوجته فاطمة .
بعد فترة قصيرة توفي الوليد وتزوجت فاطفة من إبن عمها الآخر .
أما بالنسبة لشهرة وضاح الشاعرية فقد اختفى اسمه طيلة العصر الأموي ليعود في العهد العباسي إلى مجالس الأدب والشعر وجمعت أشعاره في ديوان .
قيل إن فاطمة بقيت وفية لغرام وضاح وبقيت حزينة طيلة حياتها وكانت تزور موقع دفنه وفارقت الحياة في ذاك الموقع .