بقلم: كيندة الجيوش
في مقابلة نشرتها احدى الصحف الكندية مع احد المحاربين القدماء بمناسبة الاحتفال بيومهم السنوي، قال بانه كان له دور في الحرب العالمية الثانيةبحراسة السجناء من الإيطاليين والألمان في كندا.
ولكن في تأدية دوره هذا لم يمنحه قائده سوى طلقة واحدة! وكانت التعليمات: “اصرخ بهم ان احسست بعمل ينذر بخطر ما ولا تطلق النار الا ان اضطررت!”
ويقول هذا الرجل الكندي الذي يبلغ اليوم ٩٨ عاما مفتخرا بانه لم يستعمل خلال عمله هذه الرصاصة!!!!
كم تحمل هذه القصة من معاني ومفاهيم ومبادئ إنسانية تعكس نفسها في سيرة هذا الرجل في العمل العسكري!
وكم تعكس هذه الواقعة والتعليمات العسكرية التي أعطيت له عن النهج الإنساني والمفاهيم السياسية التي بنت هذه البلاد، اي بلدنا الام الثاني كندا.
نعم يحق لنا ان نفخر بهذا الرجل وان نشعر بالانتماء الى الفكر الذي أنتج هذه المفاهيم الانسانية الراقية وخاصة ان الكثير منا جاء الى كندا بطوع ارادته ومختارا إياها على البلدان الاخرى!
هل من السهل ان نسيطر على السجناء في تلك الظروف وتلك الأيام ونحن في حالة حرب! دون ان نستعمل القوة في اي وقت او مكان؟!
كانت مهمة خطرة! نعم! وعدم استعمال الرصاصة عمل يستحق التوقف عنده والتمعن فيه!
انها أسس الديمقراطية ان نحفظ السلام والامان والأمن وفي نفس الوقت نقدر ان الناس لها كرامات تحفظ وحقوق إنسانية وحقوق عامة تحترم في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات.
هذه هي كندا المسالمة التي سنحميها ونحمي مبادئها!
وهذه هي كندا التي سترعى جميع ابنائها وتحميهم!
الخلد لكل قطرة دم سكبت ليعيش الأبرياء بسلام.
الخلد لكل من سعى للسلام ولوقف اي هدر للدم ولو كان نقطة واحدة!
اجدادنا عليكم السلام