بقلم: الدكتور غازي الفنوش
الصداع النصفي حالة مرضية شائعة تسبب نوبات من الصداع الشديد النابض في أحد جوانب الرأس يستمر لمدة اربع ساعات، وقد يمتد حتى ثلاثة أيام، وقد يصاحب نوبات الشقيقة اعراض منها الغثيان والقيء وزيادة الحساسية من الضوء الساطع والصوت القوي. هذه الاعراض البصرية والحسية تعرف مجتمعة بإسم الأورة (Aura).
انواع الصداع النصفي :
- صداع نصفي يصاحبه علامات تحذيريّة مثل رؤية أضواء وامضة شبيهة بألوان قوس قزح تسبق حدوث النوبة .
- صداع نصفي بدون أي علامات تنبيهيّة، وفي هذا النوع تدوم النوبة لفترة أطول.
- صداع نصفي صامت، حيث تحدث علامات التحذير دون حدوث نوبة صداع.
أعراض الشقيقة
هناك أربع مراحل لحدوث نوبة الشقيقة، وفي كل مرحلة من هذه المراحل تظهر مجموعة من الأعراض .
مرحلة البادرة
تبدأ قبل يوم أو يومين من ظهور الصداع ، يُلاحظ خلالها عدم الرغبة في تناول الطعام والاكتئاب مع القلق والهيجان وأحيانا تيبس في الرقبة وكذلك الإمساك
مرحلة الأورة
تبدأ أعراض هذه المرحلة بالظهور تدريجياً ، وتستمر لمدة 20 دقيقة تقريبا حيث يرى المصاب الأشكال المختلفة كومضات الضوء أو النقاط الساطعة مع فقدان البصر بشكل مؤقت وكذلك الشعور بالوخز في الساقين أو الذراعين وخدر في الوجه وصعوبة التحدث بوضوح .
مرحلة الصداع
في هذه المرحلة تظهر مجموعة من الأعراض المصاحبة لألم الرأس والتي قد تستمر ما بين عدة ساعات وأيّام ، ومنها زيادة الحساسية للضوء الساطع والصوت الصاخب المرتفع وكذلك الشعور بالغثيان والتقيّؤ والدوخة .
مرحلة ما بعد الصداع
وهي المرحلة الأخيرة حيث يشعر المريض ببعض تقلبات في المزاج مع الشعور بالضعف العام والحساسية للضوء والصوت.
أسباب الشقيقة
لم يتم التوصل إلى أسباب مرض الشقيقة إلى الآن، ويعتقد بأنها ناتجة عن نشاط غير طبيعي يؤثر على مسار السيالات والنشاطات العصبية والناقلات الكيميائية للأوعية الدموية في الدماغ. وكذلك هناك بعض العوامل البيئية والوراثية التي تلعب دورا هامّا في الإصابة بهذا المرض. ومن هذه العوامل : - التغيرات الهرمونية عند النساء اثناء الحمل وانخفاض هرمون الاستروجين خلال سن اليأس
- الحالة النفسية العامّة تؤثر بشكل كبير في الإصابة حيث أن الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والإرهاق يزيد من احتمال الاصابة.
- قلة النوم وعدم اخذ ساعات كافية من الراحة.
- التدخين وتناول المواد الكحولية.
- الجفاف ونقص كمية السوائل في الجسم.
- تناول كميات كبيرة من الكافيين.
- تناول بعض الادوية مثل حبوب منع الحمل.
تشخيص مرض الشقيقة
يعد تشخيص صداع الشقيقة من أحد أكبر التحديات التي تواجه الطبيب المختص وذلك لعدم وجود فحصٍ معين كافٍ لتشخيصه. لذا يعتمد التشخيص بشكل أساسي على تحديد الأعراض المصاحبة لصداع الشقيقة، ونمط تكرارها، بالإضافة لاجراء تحالبل مخبرية للدم وتخطيط كهربائي للدماغ وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
علاج الشقيقة
لا يوجد علاج حتى الآن يؤدي إلى الشفاء التام من مرض الشقيقة. لكن هناك الكثير من الوسائل والادوية التي تستخدم في التخفيف من حدة نوبة الشقيقة أو حتى منع حدوثها.
من تلك الادوية : - مسكنات الألم ومنها الاسيتامينوفين الأسبرين والإيبوبزوفين .
ـ الادوية المضادة للقيء كالميتوكلوبراميد . - الادوية المستخدمة في علاج ارتفاع الضغط وكذلك الادوية المضادة للاكتئاب.
- الحفاظ على تناول السوائل لتجنب الجفاف .
- ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام كالسباحة ورياضة المشي، وكذلك ممارسة استراتيجيات الاسترخاء والتأمّل.
- حقن البوتوكس في عضلات الجبهة والرقبة يساعد أيضاً على علاج الشقيقة المزمنة.
- العلاج بالتحفيز الكهربائي للعصب المسؤول عن الشقيقة .
- المعالجة بالابر الصينية .
- العالجة بالتدليك والعلاج الطبيعي.
- وفي الحالات المزمنة وغير المستجيبة لتلك العلاجات، تتم المعالجة بالكي الكهربائي للشرايين المسؤولة عن صداع الشقيقة وذلك في بعض المراكز المتقدّمة.
لاريب إن الصداع النصفي من الأمراض العصبيّة المرهقة للمصاب لدرجة أنّه قد يمنع المصاب من ممارسة انشطته اليومية. هذا ويستطيع المريض تجنب حدوث نوبات الصداع النصفي وذلك عن طريق الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل المحفزات المثيرات لكل نوبة تحصل له، وعن طريق إحداث بعض التغيرات في نمط الحياة. هذا ما قد يناسب النساء إذ هنّ اكثر عرضةً للإصابة بالشقيقة
(18% مقابل 6% عند الرجال).