بقلم: سونيا الحداد
اقول لبعض الذين يتمسحون بالثقافة من الأخوة المسلمين، كفوا عن بث سمومكم في عقول الناس باتهام الغرب في كل كبيرة وصغيرة، في كل نكسة أو جريمة وفي كل فشل تواجهونه سواء في الماضي او في يومنا هذا. كفوا عن أتهام الغرب في أنه مهووس في محاربة شعاركم الجديد الذي بتنا نسمعه ونقرأه في كل جملة أو مناسبة، الا وهو «القيم الأسلامية»!
ما هي هذه القيم وبماذا تختلف عن قيم الديانات الأخرى والقيم الانسانية العالمية السامية والنبيلة؟ أية دولة اسلامية حققت او تحقق هذه القيم التي تطربوننا بها كل يوم وفي كل جلسة؟ وأية دولة اسلامية تقدم جزءا ولو بسيطا من عدالة الغرب وقيمه؟ وما الذي قدمته أو تقدمه الى العالم هذه القيم غير الانشقاق الأجتماعي والفكري والروحي في عالم يتطور ويسير قدما بينما أنتم تسيرون الى الوراء جهرا وفخرا؟
أيها المفكرون لماذا تتكلمون عن وحشية الصليبيين في القرن الواحد والعشرين وما قاموا به ضد المسلمين الذين أحتلوا القدس (مكّتهم) وهم أرادوا استرجاعها، وتاريخكم قائم على ارتكاب العديد من الفظائع التي ما زالت مستمرة الى يومنا هذا من خلال الدواعش التي تتربى على كتاباتكم؟ وهل الحروب تكون بالسلام عليكم أم بأنهر من الدماء؟ بالله عليكم كفوا عن اتهام الغرب بأفسادكم والفساد يعشعش في كل خانة من مجتمعاتكم. يا ليتكم تكتبون من أجل الفقراء الذين يملؤون شوارعكم والذين يبيعون بناتهم من أجل حفنة من المال. يا ليتكم تكتبون من أجل النساء التي تعيش جحيم الأغتصاب، والرجم وقطع الرأس وعقوبات أخرى يتفنن في افتائها علمائكم ومشايخكم المسوخ والمرضى الذين تطبلون لهم وتزمرون. ياليتكم تناضلون من أجل تحرير الأنسان المسلم من نير حكامكم الذين يستغلونكم مدى الحياة بدل من أن تتحججوا بالقرآن كي تقفلوا أعينكم عن مظالمه واستبداده حفاظا على قيمكم ألإسلامية! يا ليتكم تكتبون من أجل المساواة والعدل الأجتماعي الشبه مفقود في مجتمعاتكم ودولكم، التي تحلمون الهروب منها والملآذ في بلاد الغرب الكافر وما أن تحلوا أهلا وسهلا تأخذون بالتظاهر في شوارعه تطالبون باحترام قيمكم الأسلامية وفرضها عليه وأنتم الى يومنا هذا تنكلون بحقوق الطوائف الأخرى في دياركم، حتى في ديار من استقبلكم، مفتخرين بقيمكم! يا ليتكم تكتبون من أجل تحرير مجتمعاتكم من الخونة منكم وفيكم الذين يبيعونكم ويبيعون قضاياكم وعرضكم وهم يهللون الله أكبر!
أيها المدَّعون حرروا اقلامكم من الخوف أولا كي ترقى بكم قيمكم وكفوا عن اتهام نجاح كل مسلم متمدن يمتلك موهبة كبيرة بالتمنّن الى الغرب في سبيل الأعتراف به والتصفيق له… يا ليتكم تكتبون من أجل حماية المفكرين المسلمين الذين يتم اضطهادهم وقتلهم وتشريدهم من بلدانهم وأتهامهم بالعمالة الى الغرب لآنهم أرادوا الثورة على قيمكم الني تدفنكم أحياء في معمعة التائهين بين الفشل والحقد المزمن الدفين! الغرب لآ يسير حسب قيمكم ويذكّي بالمصلحة أو الأنتماء الى بيت أو عائلة أو رتبة، بل يمجد الموهبة والفكر الذي ينشر العلم والثقافة ويبني الجسور بين الشعوب من أجل سلام أفضل، فيا ليتكم تكرَّسون طاقتكم في تحرير أقلامكم ولكنكم لا تتجرؤون، حتى اليوم، التعبير الصريح والجريء خوفا على أرواحكم. حرروا أقلامكم التي تستعمل تعابير تشكيلية أو أساليب غير مباشرة تحت اسماء مستعارة وتطلب من القارئ ان يتحذَر في إدراك المعنى خوفا من العقاب والملاحقة او الفضيحة في مجامعاتكم القائمة على كل شيئ مستور مسموح! الغرب هو الذي يحمي أقلامكم ويؤمن الحماية لها، فيا ليتكم تتبنون هذه القيم لعلكم تعرفون يوما معنى الكرامة والعدل والحرية!