بقلم: كنده الجيوش
يفرض علينا فيروس الكورونا اليوم ان نعود بالذاكرة والممارسة الى قواعد النظافة والاتيكيت الصارمة التي تعودنا عليها في الكثير من البيوت في الشرق الأوسط… وخاصة من يعيش منا في بلاد الغرب والمهجر.
وأضيف الاتيكيت هنا لأنها تتداخل مع قواعد النظافة في بعض المواضع.
وهي قواعد تفرض نفسها اليوم ولا يجوز تجاهلها لأنها يمكن ان تسبب في الحالات الشديدة الى الوفاة لا سمح الله. وكل الأرواح غالية البعيدة ام القريبة. سلمتم جميعا وكنتم بخير.
وطبعا هناك استثناءات كثيرة لعدم الالتزام بقواعد النظافة في الكثير من بلدان الشرق الأوسط سواء في المدينة او الريف. وكانت استثناءات عدم الالتزام هي بالأساس السبب الذي كان يدفع لتشدد الكثير منا في تلك البلدان بالنظافة العامة والاتيكيت.
ولكننا نتذكرها اليوم وخاصة من يعيش منا في بلاد المهجر حيث اعتدنا ان كل شيئ نظيف ومرتب حسب القواعد الصحية وأصبح بعضنا يهمل تلك القواعد على أساس ان النظافة مضمونة. ولكن مع الكورونا ان نطبق بعض القواعد دون غيرها هذا لا يكفي للوقاية من المرض بل ويمكن لهذا التهاون ان يؤدي الى المرض لا سمح الله.
في بلادنا كنّا ان وقعت قطعة فاكهة على الارض رميناها ولا نشرب الماء من نفس الكأس الذي شربت منه صديقتنا او قريبتنا او نأكل من نفس الصحن مهما كانت درجة القرابة. وكنا نغسل أيدينا مرارا وتكرارا بالماء والصابون ونتجنب الإمساك بأبواب في الأماكن العامة ونغسل الفاكهة والخضار مرارا وتكرارا ونخلع أحذيتنا عند باب المنزل ونستعمل مواد التعقيم ….
وهذا كله لأننا في بلادنا لا يتبع الجميع القواعد الصحية سواء في المنازل او الشوارع او محلات البيع… ولعل احد الباعة او المشترين عطس باتجاه البضاعة في المحل او نحو الباب او رمى المحارم الورقية على الارض. ويمكن للفيروس ان يعيش على هذه الأسطح.
ولكن الغرب اليوم اصبح يعاني من نفس المشاكل والمخاوف التي كنّا نعاني منها في بلادنا. فالأبواب والمحلات العامة وان كانت تنظف دوريا فان الأشخاص لا يلتزمون بالقواعد الصحية العامة … و.. و..و الكثير من القواعد تكسر ويتوجب علينا الانتباه.
لقد أصبحت النظافة العامة والوقاية مسالة شخصية ملحة بوجود الكورونا الذي يعدي بسهولة ومع ملامسة شيئ قد لامس الفيروس قبلا. وهذا ليس من باب التخويف ولكن من باب الوقاية.
وكل ما ذكر عن إهمال البعض – وليس الجميع – لقواعد النظافة والاتيكيت في بلادنا اصبح ينطبق على الكثير من الأشخاص في بلاد الغرب. وطبعا لا يمكن ان نعيش بهوس العدوى ولكن يجب ان نقوم بما هو مطلوب منا من اساسيات النظافة من اجل الوقاية. والباقي نتوكل به على الله الخالق سبحانه.
المعلومات والنصائح حول هذا الامر متاحة للجميع وفي كل مكان ولا يجب اهمالها حتى وان اعتقدنا اننا ملمين جيدا بالموضوع وجوانبه.