بقلم: فريد زمكحل
كنت أتمنى على الرئيس السيسي أن يقوم بتوجيه الشكر لوسائل الإعلام المصرية التي تتناول وتقدم معاناة القطاع الأكبر من المصريين من وراء تحرير صرف الدولار وإنعكساته المدمرة على ارتفاع أسعار جميع أنواع السلع التموينية بشكل جنوني، بما يفوق قدرات أصحاب الدخول المتواضعة وما أكثرهم في مصر، على توفير أبسط وأقل مستلزمات الحياة اليومية المعاشة.
- نعم كنت أتمنى على الرئيس القيام بتوجيه الشكر لوسائل الإعلام المصرية التي تتناول إظهار حقيقة الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه ويُعايشه القطاع الأكبر من المصريين حالياً بدلاً من توجيه اللوم لهم لأنهم يقومون بواجبهم على اعتبار أنهم عين الشعب على الأداء الحكومي، وعين الحكومة على المشاكل المجتمعية اليومية المعاشة التي يعيشها الشعب ولا طاقة له بمواجهاتها، وهذا من منطلق ما علمونا إياه من سبقونا على هذا الدرب من رواد وأساتذة الإعلام الكبار.
- أقول كنت أتمنى على الرئيس السيسي القيام بتوجيه الشكر لكل من يُقدم له حقيقة الوضع المأساوي المُعاش حالياً ويُسلط الضوء عليه في الوقت الذي يتجاهله المسئولون عنه ولايُقدمون أي معلومات عنه أو بشأنه للرئيس حتى تعمل الدولة على تخفيف ما يمكن تخفيفه وعلاج ما يمكن علاجه للحد من ما يتحمله المواطن المصري من أعباء باتت تُثقل كاهله بصورة غير مسبوقة وغير محمولة خاصة مع وجود وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم بنقل ونشر أضعاف أضعاف ما ذكرته وسائل الإعلام المصرية بخصوص هذا الوضع بالصوت والصورة، الأمر الذي لم يعد من المفيد معه لإعلام الدولة والحكومة بالاستمرار في ممارسة سياسات التعتيم والتورية التي أثبتت فشلها سواء بالنسبة للحكومة أو لوسائل الإعلام التابعة لها، سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية، وأعتقد أنه من الأجدى للدولة المصرية بدلاً من قيامها بمراقبة ما يُقال أو يُنشر أو يُذاع لتقديمه للرئيس، أن تُكثِّف من رقابتها الفعلية على المحلات التجارية وغلاء الأسعار الجنوني والمتزايد يوماً بعد يوم على كافة السلع التموينية لضبط وتيرته لمواجهة هذه الموجة غير المسبوقة من الغلاء ولا يقوى أصحاب الدخول البسيطة من مواجهتها.
أقول كنتُ أتمنى على الرئيس أن يقوم بتوجيه الشكر لوسائل الإعلام ويطالبها بتكثيف عملها للكشف عن حقيقة ما يعانيه ويُعايشه الشعب بدلاً من معاتبتهم على ذلك .. ولكن وكما قيل أو يقال «ليس كل ما يتمناه المرء يدركه» حفظ الله مصر وشعبها والله المستعان!