بقلم: يوسف زمكحل
القانون الجديد الذي أقره الرئيس التونسي القائد السبسي والذي يدعو للمساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات بما فيها الإرث هو في نظري قانون أعاد إلى المرأة العربية اعتبارها بعد سنوات طويلة من أهدار كرامتها وإذلالها وإهانتها بل أحياناً تعذيبها ولا أدري ما سبب الهجوم الضاري الذي شنه الأزهر ضد تونس وقلبي مع المرأة العربية التي مازالت حتى اليوم تواجه بطش الرجل وعنفه وجبروته أما بابتسامة ترسمها حتى لا تظهر ألمها أو بدموع تعلن عن ألمها الذي بات لا يحتمل وفي شرقنا للأسف الرجل يقهر المرأة وللأسف بمساندة الدولة على عكس المجتمعات الغربية نجد المرأة تعيش كملكة متوجة بتاج الاحترام والحب وحقوقها واجب على الدولة حمايتها ووجدت في الغرب أيضاً الرجل الذي يحاول أن يقهر زوجته ويسيئ معاملتها كأنه فرداً منبوذاً يقف في وجهه كل المجتمع مؤسسات وأفراد وأعجبني عندما عرفت أن الرجل الذي يضايق المرأة يمنع من أن يسير في المنطقة التي تقطن فيها تلك المرأة لمسافة تمتد لكيلومترات، وحزنت من موقف مصر السياسي ضد تونس الذي ذكرني بموقف عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عندما كان يقف وراء الميكرفونات ويطالب إيران بعدم التدخل في الشئون الداخلية للمملكة السعودية وفي نفس اللحظة يتدخل في شئون سوريا الداخلية ويطلب من رئيسها أن يتنحى .. منتهى الازدواجية واليوم مصر تفعل كما فعل الجبير فهي ترفض أي تدخل من اي دولة في شئونها الداخلية وتتدخل هي بشكل صارخ في الشأن التونسي وشعرت بالمرار عندما قامت النائبة في مجلس الشعب المصري السيدة القبطية فايقة فهيم لتهاجم قرار السبسي بحجة أنه مخالف للقرآن وأنا أسألها هل هي تريد أن تكسب موقف في المجتمع لكي يشير عليها ويقول هذه المراة القبطية وقفت تدافع عن القرآن والمسلمين في حين لم نسمع تلك المرأة تدافع أو تستنكر مثلاً زواج الشواذ في الغرب بحجة أنه ضد الأديان الثلاث ولأنه ضد الطبيعة البشرية وهو أولى بالإستنكار والشجب من قانون أقره السبسي يعيد للمرأة حقوقها الضائعة وكنت أتمنى أن تدافع هذه النائبة عن حقوق المرأة الضائعة في مصر وتعلن استنكارها لما يسمى زواج المتعة وزواج الأطفال أو تهاجم مثلاً ما يدرس في الأزهر من مناهج تدعو للقتل وسفك الدماء بدلا من أن تهاجم تونس وتتدخل في شأنه الداخلي لهذا البلد المتحضر أما الأزهر فأنا توقعت أنه سيهاجم ويعلن غضبه على هذا القانون وهو الذي لم يغضب على داعش التي فعلت جرائم ترتقي لجرائم الحرب ولم يقم بتكفيرها وكان عليه أن يلتزم الصمت بدلاً من أن يهاجم هو الآخر تونس الذي لا يقل إيمانهم بالإسلام عن إيمان أي مسلم آخر الفرق هو أنهم يملكون العقل الذي يتماشى مع العصر وتغيراته بإيمان وفكر لا يقبل التزمت أو التجمد . .