بقلم : داليا عطية
عندما يفشل وزير التربية والتعليم في إدارة منظومة هي في الواقع أساس بناء المجتمعات فهو لم يخطئ سوي في حق هذا المجتمع عندما تتسرب امتحانات الثانوية العامة التي هي قضية أمن قومي فالمسئولية الكاملة يتحملها هذا الوزير والفوضى التي ارتكبها رجال الأمن بالرغم من بشاعتها ! ولكن يتحملها وزير التربية والتعليم قائد هذه المنظومة التي فلتت من بين يديه ربما لأسباب لم نعلمها بعد ولكن حتما ستتضح الأمور! كيف لكم أن تحاسبوا شباب هذا البلد وتضعوا الأساور في أيدي طلاب العلم الذين هم نواة بناء هذا المجتمع وتقدمه؟! كيف لكم أن تجتروهم لأقسام الشرطة التي هي مأوي المجرمين وكل من خرج علي القانون وتخطاه ؟! أي ذنب فعلوه هؤلاء وأي جرم ارتكبوه سوي غضبهم لمستقبلهم الذي يرونه يفلت علي أيدي سياسيين لا يستطيعون إدارة مؤسسات تحملوا مسؤليتها ولا يجيدون لغة الحوار مع ابنائها ! سياسيون علي جهل تام بعنوان رسالتهم ألا وهي ( التربية والتعليم) فساؤا استخدام التربية وتسرب التعليم ! ليس عيباً أن يحاسب وزيراً أخطأ في حق منظومة يديرها وفي حق مجتمع يتولي بنائه علمياً وفي حق جيل كامل لا ينتظر منه سوي أن يكون حريصاً علي مستقبله الذي بين يديه وإنما من العار أن تكمم أفواه هذا الجيل وتضع الأساور في يديه وتسلبه حق التعبير الذي هو أول ما يسأل عنه في ورقة الامتحان!! … ألستم من علمتونا أن نتقن دروسنا كي نجيد ونسترسل في موضوع التعبير فماذا لو كان الموضوع عن حرية الرأي ونبذ العنف ؟! أتضعوني في زنازين الخارجين علي القانون أسيراً للرأي إذا ما عبرت عنه ؟ أم سنحاسب علي ماعلمتمونا إياه في مدارسكم ! إن شباب هذا البلد بين أيديكم أمانة فلتحسنوا إليها ولتجيدوا صونها وأخشي أن تخسر أجهزة الأمن المتمثلة في الداخلية هذه الشريحة من المجتمع فعليها أن تعيد النظر في التصرف معهم وكنت أود لو أن البرلمان وقف منتفضا لقضية هي بمثابة أمن قومي ولكن البرلمان لا يشغله سوي نوابه الذين يأتون جلساته متأخرين والانتهاء من ميزانية تشغلهم منذ ان اعتلوا كراسيه! إن حاربتم الشباب فماذا جنيتم إذن سوي الوقوف في صحراء خاليه بمفردكم تبحثون عمن يعمرها ! فأيديكم التي تحمل رفاهية المسئولية لم ولن تستطع تحمل حرارة شمس الصحراء إن حاربتم الشباب فماذا جنيتم إذن سوي قتل عمد لأمل هذا البلد وزهوره الذي يتغني به في الربيع إن حاربتم الشباب فماذا جنيتم إذن سوي فقدان عزائم حطمت خط برليف وجاءت بنصر اكتوبر وسودت وجه الأعداء إن حاربتم الشباب فماذا جنيتم إذن سوي دولة بلا مستقبل بلا رعاه وحماه إن حاربتم الشباب فماذا جنيتم إذن سوي فقدان شهية هذا الوطن وإشراقه ! وأخيراً أخاطب صانعو القرار بالإفراج عن طلاب العلم ومحاسبة من كان سبباً في أسرهم وتكميم افواههم حتي وإن كانوا سياسيون فالقانون لا يعلوه أحد هذا أيضا ما تعلمناه في مناهجكم فلسنا آسفين إن طبقناه ولسنا مذنبين إن دافعنا عن مستقبلنا الذي نراه يتسرب من بين أيديكم !