بقلم: بهيج وردة
في لحظة غضب عطلت تطبيق فيسبوك عن العمل وحذفته من هاتفي المحمول، وألحقته بتطبيقي واتس آب، وانستاغرام.
تبين لي بعد يوم أن أسباب التوتر ابتعدت نسبياً، وأن نتيجة الغضب الافتراضي صارت حلاً واقعياً، وتقلص هاجس النظر إلى الشاشة الذكية كلما صدر صوت تنبيه ما، لأن الصوت اختفى ببساطة، فيما توقفت عن العبث بهاتفي المحمول بمناسبة أو دون مناسبة لمجرد تزجية الوقت.
حل الهدوء مكان الغضب الذي لحق بي جراء وجودي ضمن الفضاء الافتراضي.
صار عندي بعض الوقت، ويدان فارغتان. لا بأس من الامتلاء بكتاب!.
لم تعد أصوات الرنات تلاحقني، ولا الرسائل الإجبارية التي تصل عبر المجموعات المختلفة التي انضممت إليها عن رغبة أو بالإكراه، مؤرقاً. ما عاد أحد يرميني بالتحيات، أو يكتفي بالكتابة دون أن أسمع صوته لشهور، لكن السؤال هل سينتبه إلى أني بعيد عن هذا العالم، وسيكلف نفسه عناء الاتصال الهاتفي، أو يبعث برسالة نصية في عودة إلى الوظيفة الكلاسيكية للهاتف المحمول؟.
بعد يومين بدأت التفكير بالأصدقاء، وهل أملك إيميلاتهم؟. كيف سأتمكن من التواصل معهم؟، لكن السؤال الأبرز هل سيشعرون بغيابي على الأقل؟. ربما.
أحد المعارف كنت أتخيله صديقاً، إلا أنه لم يصادف أن اتصل للسؤال عني أو حتى مكالمتي لشرب القهوة!. كل لقاءاتنا كانت مجرد صدفة، لكن في مرة كان يخبرني أنه يتابع صفحتي ويطمئن إلى كوني بخير عبر حالاتي وصوري، وصار يعرف اسم ابنتي، وعمرها، دون أن يكلف خاطره حتى لرؤيتها أو التهنئة بقدومها سوى بــ”لايك”. حذفته، لكنا بقينا نلتقي صدفة، إلا أنه توقف عن الحديث عن صفحتي، فيما ما يزال مطمئناً، دون أن أدري كيف؟.
في الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي أحذف فيها فيسبوك عن موبايلي، لكنها المرة الأولى التي أعطله لأكثر من أسبوع، ولا أدري إن كنت سأصمد أكثر، كما أني لا أدري لم أكتب عنه كالواجب الذي لا بد منه.
لا أعرف إن كان فضولي سيرحمني، أو أن حاجتي للمعلومات ستدفعني للعودة، إلا أن كل ما كتبته في الأعلى واقع مؤذ، ويستدعي بعض التفكير، لكن ما رأيك باستبدال الموبايل بكتاب؟.