بقلم: كلودين كرمة
إن دور الإنسان فى الحياة هو ما يحدد اهميته وقيمته من خلال النفع الذى يعود على الإنسانية من خلاله فى مختلف المجالات والتاثير الإيجابى على المجتمع وهو الدافع إلى التقدم والتغلب على العقبات وتحقيق النجاحات التى تفسح الطريق لمحاولات اخرى فى مجالات مختلفة تعمل على دفع عملية التطور وتتيح فرص لإكتشافات وتجارب متعددة تعود بالنفع وتحمى وجود الجنس البشرى الذى هو اهم عنصر على وجه هذه الأرض فهو السيد والمتحكم فى مصير هذا الكوكب ..فإن ابدع فهو يستحق بالفعل السيادة وإن أخفق فبئس المصير. كم من علماء وأطباء ومخترعين وفلاسفة اضافوا إلى العلم والمنطق وكانوا سببا فى تطوير الفكر واستحداث اساليب متطورة كلها تعمل معا لخير الإنسان ولدعم الحضارة ولإزدهار الحياة على الصعيد السياسى والإقتصادى والصناعى والطبى والفنى إلى آخره.. والعقل الخلاق إنما يخضع كل الأشياء لإرادته وبشكل صحيح للقضاء على كل ما هو ضار والإصرار على الإستفادة من كل ما هو متاح لثبيت قواعد الخير والسلامة..
ولكن عندما يتحول هذا الإنسان إلى كائن يدعم الشر ولا يفكر إلا فيه لأى سبب إن كان من أجل كسب المال عن طريق التهديد والإبتزاز او الشهادة الزور أو السرقة والقتل أو الترهيب وبالإنتقال إلى ما هو أسوأ مثل إرتكاب جريمة الخيانة العظمى وإحتراف الجسوسية .. ومن أمثلة الفساد وهى سلسة لا تنهتى مثل الرشوة ، وإخفاء الحقيقة بغرض الإساءة والحاق الضرر بالغير إلى آخره من الصفات غير الممدوحة مثل إدمان المخدرات والتى تسلبه إرادته وتدفعه إلى إرتكاب الجرائم بل و يستحل ما للغير . فإنه هذا الكائن بالتأكيد تنزع من قلبه الرحمة و يحل محلها القسوة والجحود فهو أولا وأخيرا عدو نفسه ؛ و لابد يوما أن ينفذ فيه حكم العدالة خاسرا حياته وابديته إذ كان على الدوام شخصاً مكروهاً وعدواً لمجتمع تفنن فى تعذيب الضعفاء ولا يشفى آنينه إلا وقد يرى دم الأبرياء يسيل وأرواحهم تزهق أمام عينه فيشفى غليله و تهدأ ثورته ، إلى حين ، حتى يعاود نشاطه الخبيث وينشر الأزى والحزن والخراب ولا يذكر زمانه إلا وتلاحقه اللعانات ولا تذكر أفعاله دون أن تقشعر لها الأبدان و يدعى زمانه زمان الإنتحاب .
فعجبا لهذا المخلوق فإنه نافع لإبرام صفقات السلام وللوفاق ، و كذلك عقد الصفقات الإقتصادية ، والعمل على الإتحاد و الكثير من الجمعيات للمحافضة على حقوق الإنسان و المنظمات متعددة الأنشطة وصناديق للدعم ..ونفس هذا المخلوق يبيح تجارة الأسلحة الفتاكة ويدعم تصنيعها ، ويبيح غسيل الأموال وينتهك الحقوق ويهين الكرامة و لا يكل عن التفريق بين العباد فى العر ق والدين ، ويدخل فى تجارات مشبوهة ويرجع بنا لزمن تجارة العبيد والإستعباد عن طريق بث الأفكار السامة والعمل على أن تبقى بعض البلاد ، المتفق عليها مسبقا وخفية ، بالجهل والمرض والفقر فيستغلوا ضعفهم وإحتياجهم اسوأ إستغلال..!!! فعلا لقد خلق الله الإنسان حرا ، فالأيمان أو الإلحاد .. ولكن لا دين هذا ولا عرف يسمح له ان يشابه إبليس فى شره ويفسد ويهلك ويحرق ويفجر ويقتل ويكذب ويسلك سلوكا لا تسلكه اشرس الحيوانات وأبشعها… فمن غير المعقول أن يدفع اناس أرواحهم دفاعا عن الحق والشرف حماية لوطن والمواطنين على حد المساوة تاركين خلفهم أمهات و زوجات وابناء يعانون من فراقهم و تدمى قلوبهم على الغدر بهم بينما يوجد آخرين فاسدون ومفسدون حاقدون يهدمون ما بناه الشرفاء ويحرقون ما زرعته ايادى النبلاء ، ويشوهون صورة الشرفاء ويستيهنون بالعلم والعلماء إذ يدعون للتخلف بقلوب يائسة ووجوه عابسة مرسوم عليها غضب الله .. والاخطر من هؤلاء من يدعون أنهم من علية القوم ولكنهم في الحقيقة يستغلون مكانتهم فى المجتمع وكذلك مناصبهم تتحول لمراكز قوة يقمعون بها الإرادة و يحجرون على الفكر والقلم فهم فى الليل خفافيش الظلام ولكن تتغير صورتهم امام الناس فى الصباح يشبهون الملائكة ويتسربلون بالطهارة والعفاف فى الليل يبدلوا الملابس الناصعة البياض فيظهر السواد وتمتد اياديهم الدنسة فى الظلام لإتمام عمليات الإجرام فى الكتمان. مسكين هو الإنسان لعبة فى يد الزمان وحسب الظروف والإحتياج يتغير بين آن وآن و طبقا للأحداث يميل يمينا او يسرا ، فهو فى نهاية الأمر عبد عاجز يعانى مرض الكبرياء يخشى ان يعترف بضعفه فيتوارى خلف مركز أو مال . وسعيد هو من لا يبغى من الدنيا إلا حسنها ومن الأنهار إلا خيرها ومن الناس إلا حبهم ومن النعم إلا الكفاف ومن العمل الإ التميز لتحقيق الذات ومن التفوق إلا إفادة الأجيال بكل مقومات النجاح ، فيكون نبراسا يذكر إسمه العطر تسبقه الألقاب وتلحقه التحية والسلام .