قال الوفد البريطاني لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الأربعاء خلال اجتماع طارئ طلبت موسكو عقده إن اقتراح روسيا بإجراء تحقيق مشترك بشأن تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في إنجلترا ”خبيث“.
ودعت موسكو لاجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة، المسؤول عن اتخاذ القرارات، لمواجهة اتهامات بريطانيا بأن روسيا تقف وراء تسميم سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس آذار باستخدام غاز أعصاب يُستخدم لأغراض عسكرية في مدينة سالزبري الإنجليزية.
وقال الوفد البريطاني في تغريدة إن فكرة روسيا ”خبيثة …وهي أسلوب لتشتيت الانتباه، والتضليل يهدف إلى التهرب من الأسئلة التي يتعين على السلطات الروسية الإجابة عليها“.
ورفض الاتحاد الأوروبي أيضا الاقتراح ويقول دبلوماسيون إن من المستبعد الموافقة عليه بأغلبية الثلثين المطلوبة في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي يضم 41 دولة.
وتقول روسيا إن 14 دولة تدعمها. وأبلغ ألكسندر شولجين ممثل روسيا لدى المنظمة الاجتماع قائلا ”نعتقد أن المهم ضمان حل هذه المشكلة داخل الإطار القانوني باستخدام كامل قدرات منظمة حظر الأسلحة الكيمائية“ وفق ما نقلته وكالة تاس الروسية للأنباء.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال يوم الثلاثاء إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجب أن تضع حدا للقضية التي تسببت في أسوأ أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، مع طرد عشرات الدبلوماسيين من الجانبين.
وخلص علماء في مختبر بورتون داون للأسلحة البيولوجية والكيماوية في إنجلترا إلى أن المادة السامة كانت ضمن فئة من غازات الأعصاب التي يطلق عليها نوفيتشوك والتي تنتمي إلى الحقبة السوفيتية، بيد أنه لم يتمكن حتى الآن من تحديد ما إذا كان جرى تصنيعها في روسيا.
وتنفي موسكو ضلوعها في الهجوم بأي شكل من الأشكال وتتهم بريطانيا بإثارة حملة من الهستيريا مناهضة لروسيا في الغرب.
وحصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على عينات من موقع هجوم سالزبري ومن المتوقع أن تقدم نتائج اختبار العينات في مختبرين متخصصين الأسبوع القادم.
وقال شولجين في وقت سابق إنه إذا مُنعت موسكو من المشاركة في اختبار عينات المادة السامة بهجوم سالزبري، فإنها سترفض نتائج البحث الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويقول دبلوماسيون إن اقتراح روسيا إجراء تحقيق ثان لن يتم تمريره عبر المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يتم انتخاب الأعضاء فيه من بين الدول الأعضاء بالمنظمة البالغ عددها 192 دولة والذي يضم دولا كبرى كروسيا وإنجلترا والولايات المتحدة.