بقلم: هديل مشلح
بعد قيام ما سمي بـ ثورات الربيع العربي استغلت بعض القنوات الفضائية من الإعلام العربي الفاسد هذه الأحداث لتبث سمها الموجّه نحو عقول الشباب في كل الوطن العربي ممن لا يستطيع أن يكون في قلب الحدث فأصبحت تبث الحدث لكن برؤيتها الخاصة وعلى مقاس المعارضين الذين تستضيفهم على شاشاتها ليلاً نهاراً على نهج” شاهد مشفش حاجة “.
هذه القنوات أصبحت تعرض فرص الوظائف لمن يرى في نفسه المطلوب من انعدام الضمير الأخلاقي والإعلامي والجهل في كل الامور السياسية والصوت الجهور وقلة الذوق العامة و تستضيف عبر الأقمار الصناعية ضيفاً معارضاً مأجوراً لم يسمع باسمه من قبل مقيماً في فرنسا أو تركيا أو هولندا أو حتى في الموزمبيق ويُعرّف عنه على أنه عضو المكتب التنفيذي لقيادة الثورة أو مدير مركز الدراسات الاستراتيجية العربية الموزمبيقية , أو عضو المكتب الثوري في تركيا أو ناشط اعلامي في السويد أو شاهد عيان من الهونولولو وكلها مناصب وهمية مستحدثة لمراكز ليس لها وجود إلا على شاشاتهم التي تبنت ظهورهم ووجودهم .
تبدأ هنا وصلة الشجن بالصوت العالي ونسمع حشرجة الصوت عبر الاتصال الفضائي وتظهر الأشكال الغريبة التي لم نرها من قبل إلا بعد ازدهار سوق الثورات العربية ويبدأ التحريض والتحليل السياسي الذي لا علاقة له بالتحليل ولا حتى بالسياسة يحرضون الشعب البسيط على الجيش والقيادة في مصر وسوريا والعراق متناسين أن العدو الحقيقي يحتل فلسطين .
وقد أخرجت هذه القنوات اشخاصاً شهرتهم الصدفة وجمعهم الحقد وأخرجت أسوأ ما فيهم وأظهرت المعدن الأصلي لكل منهم بعدما أسقطت الأقنعة البراقة عن وجوههم .
وظيفتهم أن يكونوا أبواقاً مأجورة لجهات دولية مستفيدة من التقسيم والطائفية والقتل والدمار ولولا تلك الوظيفة لأصبحوا عاطلين عن العمل فلا يُؤاخَذون بكلامهم ولا يُرجى منهم نفع , تراهم على الشاشات يلعنون ويشتمون وعندما ينتهون من تغريدهم تبدأ الحسابات البنكية بالزيادة وكلما زاد الشتم وكلمات التحريض زاد بالمقابل المبلغ المادي في الحساب البنكي .
يتحدثون باسم الشعب وكأنهم أوصياء عليه وهم لا يدرون شيئاً عنه فهم في غرفهم الفندقية المكيفة مدفوعة الأجر .
يتبجحون بحب الوطن و قد كوّنوا ثرواتهم من عبارات بيع الوطن والتحريض على الجيوش العربية وهم طرف في أسباب الفرقة والطائفية .
يبيعوننا وطنياتهم المزيفة و يستهترون بدماء الشهداء وهم بالحقيقة باعوا الوطن وباعوا ضميرهم بثمن بخس وقبضوا الثمن مع جنسية دولة أوروبية وجواز سفر دبلوماسي مختوم عليه تاريخ انتهاء صلاحيتهم مع انتهاء الحاجة لهم , ولكن صلاحيتهم الحقيقية انتهت في وطنهم عندما قرروا بيع ضمائرهم لمن يدفع أكثر واختاروا أن يكون الذل رفيقاً لهم ووسماً على صدورهم .
لقد انكشف بائعو الوطنيات على حقيقتهم وأصبحت تجارتهم فاسدة وصلاحيتهم منتهية .