بقلم: الدكتور غازي الفنوش
حالة شائعة لدى العديد من الأطفال، وعادةً يحدث هذا التقوس بشكل طبيعي، لأن الطفل في مرحلة التكون الجنيني تكون أطرافه مثنية حتى يستوعبها الرحم، وغالبا تتم ملاحظة التقوس، خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة، ويكون أكثر وضوحاً عند المشي، وإن حالة التقوس الطبيعي هذه تنتهي تدريجياً عند بلوغ الطفل العامين من العمر، وإذا لم يتم اختفائها بعد بلوغه السنة الثالثة يجب استشارة الطبيب المختص .
أسباب تقوس الساقين عند الأطفال :
- نقص فيتامين (د) بسبب عدم تعرض الطفل تعرضاً كافياً إلى أشعة الشمس، حيث يعدُّ فيتامين (د) هاماً جداً في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وضرورياً لنمو الجسم نمواً سليماً وزيادة قوة وكثافة العظام .
- شرب الأم الحامل للمشروبات الغازية بكثرة، خاصة خلال الأشهر الأولى من الحمل؛ كذلك شرب الطفل نفسه للمشروبات الغازية عاملاً من العوامل التي تؤدي إلى تلين العظام وبالتالي تقوس الساقين لدى الطفل .
- إصابة الطفل بأمراض الكلى والكبد الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في تركيز كلٍّ من الكالسيوم وفيتامين (د)، وترقق العظام، وتقوس الساقين.
- عدم إطعام الطفل البروتينات اللازمة لنمو العظام والعضلات، خاصة صفار البيض والأسماك .
- اعتماد الطفل خلال الشهور الـ 6 الأولى في تغذيته على حليب الأم فقط .
- تناول الأطفال النشويات بكميات كبيرة تؤدي إلى السمنة وزيادة الثقل على الساقين .
- تعرض الطفل إلى حادث وإصابة عظام الساق بكسور وعدم التئامها بطريقة صحيحة قد يجعل الساقين مقوستين.
- داء التقزم حيث يكون تقوس الساقين من أحد علاماته .
- مرض بلاونت الذي يُصيب غضروف النمو في أعلي عظمة الساق الكبيرة أسفل الركبة، ويتشابه في أعراضه مع تقوس الساقين الطبيعي ، لكن لكل منهما أسباب ووسائل علاجية مختلفة عن الآخر .
أنواع تقوس الساقين :
في الحالة الطبيعية عندما يضم الطفل قدميه لايوجد مسافة كبيرة بين الركبتين، وهذا دليل على أنَّ نمو الساقين يتم بشكل سليم .
أما في حالة تقوس الساقين المرضي فيوجد نوعين :
1- تقوس الساقين للخارج :
يُسمَّى أيضاً تقوس الركبة الفحجاء، «Bow-legs»؛ حيث يستطيع الطفل في هذا النوع من التقوس ضم قدميه مع وجود مسافة كبيرة بين الركبتين .
2- تقوس الساقين للداخل :
يُسمَّى أيضاً تقوس الركبة الروحاء «Knock-knee» حيث لا يستطيع الطفل في هذا النوع من التقوس ضم قدميه إلى بعضهما بعضاً، وذلك بسبب تقارب ركبتيه من بعضهما البعض .
أعراض وتشخيص تقوس الساقين :
يمكن ملاحظة المظهر غير المتناسق للساقين أثناء المشي والجري، وغالبا ما يتعرض الطفل للتعثر والسقوط المتكرر لإلتفاف وإنحراف القدمين إلى الداخل، وعادةً لا يشكو الطفل من ألم في الركبة ولكن مع تقدم العمر قد تصبح الركبة مؤلمة نتيجة حدوث خشونة واحتكاك مبكر، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء الأشعات الخاصة بالتقوس ” scanogram” لقياس زاوية التقوس وتحديد العلاج المناسب له .
معالجة تقوس الساقين :
تُعد المتابعة والملاحظة من قبل الأهل الخيار العلاجيّ الأول لمعظم حالات تقوس الساقين لدى الأطفال، إذ يختفي تقوس الساقين في أغلب الحالات من تلقاء ذاته مع تطور الطفل ونموه بشكلٍ طبيعي، كما يمكن اللجوء للجراح المختص بعظام الأطفال لمتابعة الحالات الخفيفة من التقوس ووصف الدعامات الطبية المخصصة لتصحيح زوايا الساق بالتدريج، ويجدر التنويه إلى أهمية متابعة الأهل للساقين ومدى التحسن فيهما عن طريق عمل تحاليل للدم، وإجراء صور شعاعية لساقيّ الطفل كل ست أشهر، ومراجعة الطبيب لتقييم الحالة الطبية في حال ملاحظة الأهل زيادة الحالة سوءًا، أو التقوس في ساقٍ واحدة فقط، ومعاناة الطفل من انحراف القدم للداخل أثناء المشي .
يعتمد علاج تقوس الساقين على السبب الذي أدى إلى حدوثه، ويمكن أن تتم خطة العلاج كما يلي:
1- معالجة تقوس الساقين الناتج عن الكساح او تلين العظام عند الأطفال بمكملات الفيتامين د، حيث توفر هذه المكملات الكالسيوم وفيتامين (د )وباقي العناصر الغذائية الهامة لنمو العظام بشكل صحيح .
2- المعالجة بالجبائر والدعامات من طرق العلاج المثالية وتعتمد مدة استخدامها تبعاً لشدة الانحناء .
العلاج الجراحي :
قد يلجأ الطبيب لإجراء العمليات الجراحية للطفل لتصحيح تشوهات العظام الناتجة عن تقوس الساقين، صحيح أنّ معظم حالات تقوس الساق تختفي من تلقاء ذاتها ولا تحتاج للجوء للجراحة، إلّا في الحالات التي تتسبب بتشوهات شديدة في ساق الطفل، وفي الحقيقة يعد اللجوء للعمليات الجراحية ضروريًا في حال معاناة الطفل من مرض الكساح بين العظام أو مرض بلاونت ( Blount’s disease) إذ يحتاج الأطفال المصابون بمرض بلاونت لعملية جراحية في سن الرابعة، وذلك في حال تطوّر الحالة المرضية حتى مع استخدام الدعامات وجبائر التقويم ..!!