بقلم: فريد زمكحل
نعم أنا مع حرية الكلمة وحرية التعبير التي لا تتجاوز المفهوم الحقيقي لحرية الكلمة وحرية التعبير إلى ساحات التكفير والتعتيم المدمر لكل القيم الأخلاقية للمجتمعات، ويقيني الدائم أن حرية الكلمة أمانة وأمانة الكلمة رسالة، لابد وأن تلتزم بالمسئولية والموضوعية لا بالفوضوية وكل الأشكال العبثية التي كنا نراها ونشاهدها في السنوات الأخيرة وأدت بنا للوصول إلى محافل الجحيم والفشل على كافة المستوايات والأصعدة الرسمية والشعبية وعلى وجه الخصوص في مصر وعالمنا العربي الكبير.
نعم أنا مع التدخل المشروع لبعض أجهزة الدولة في رقابة كل ما يقدم ويطرح في جميع وسائل الإعلام وعالم الفن والثقافة، شريطة أن يكون هناك من يراقب ويتابع كافة الأنشطة الحكومية للدولة المصرية بجميع مؤسساتها حتى لا تقتصر مواجهتنا للفساد على وسائل الإعلام وعالم الفن والثقافة دون الأجهزة الرسمية للدولة.
والسؤال هنا كيف يمكننا تحقيق هذه المعادلة وبأي آلية ممكنة، دون الجنوح أو المساس بحقوق الإنسان التي تندرج تحت لوائها حرية الكلمة وحرية التعبير وتنص عليهما كافة المواثيق والقوانين الدولية المتعارف والمنصوص عليها بكل وضوح في جميع دساتير الدول الكبرى التي سبقتنا في مراحل الرقي والتقدم في هذا الخصوص؟
والحل في تقديري أبسط مما نتصور إذا خلصت النوايا وتصدينا عن فهم لكل ما من شأنه الخروج عن القانون من خلال بث أي أفكار تتعارض مع مفاهيم الحرية المسئولة بدءاً من المؤسسات الدينية والسياسية والإعلامية والثقافية والتعليمية وهو ما يحتاج لشجاعة وإرادة سياسية حقيقية لتحقيق التغيير المنشود في جميع أوجه المجتمع من خلال قوانين مُلزمة لا تتحكم بها قوانين السوق وفكرة العرض والطلب ومصالح الكبار من أصحاب المراكز النافذة سياسياً أو دينياً أو إعلامياً مع حذف وتنقية الكثير مما لا يتوافق والصالح العام للوطن والمواطن من جميع المناهج التعليمية وعلى وجه الخصوص المناهج الأزهرية التي لا تُعلم طلابها سوى التطرف والأساليب المختلفة لتكفير المجتمع والنظام وكل من يحاول الحد من نفوذ وسلطة القائمين عليها، مما أدى إلى تغلغل الفساد والطائفية واللا مسئولية لجميع قطاعات الدولة الرسمية وغير الرسمية وأوصلنا إلى ماوصلنا إليه من تردي أخلاقي وثقافي وتعليمي وكلي أمل في أن يقوم الرئيس السيسي بما يجب القيام به في هذا الخصوص لاسترداد العقل المصري واستعادة وعيه المفقود من غياهب فقدان الثقة وعدم الشعور بالولاء والانتماء لهذا البلد الذي كان عظيماً في يومٍ من الأيام ولابد أن يعود كذلك!!