بقلم: سناء سراج
يوم الجمعة يوم غير عادي في كل البيوت وخاصة المصرية والعربية ، يوم له طقوس خاصة الكل اجازة من العمل نستيقظ من النوم في مواعيد متأخرة ((إجازة بقي وكنا سهرانين عند حد او حد سهران معانا او تسالي وعشاء حلو وتليفزيون واحاديث وهكذا))، وايضا يكون فطور يوم الجمعة مختلف عن باقي الأيام فيه ما لذا وطاب وملك الفطور الفول بالخلطة والطعمية الساخنة والباذنجان بانواعة ووووو، بعد الانتهاء من الفطور، يذهب فرد فرد ليتوضأ وينزل للصلاة في المسجد المجاور حاجة تفرح ،، وبعد عودتهم من صلاة الجمعة زوجي واولادي، وهذه العادة ليست دائمة، هههه ايه اللي انا بقوله دا… عادة وليست دائمة، ازاي العادة هي ما نتعود عليه ونفعله باستمرار،، لا انا اقصد انه ذات جمعة بعد الفطور ذهبت أغسل الأواني والأكواب وقسمنا العمل علينا جميعا كل فرد يعمل حاجة اللي يروق واللي يكنس واللي يلمع وهكذا ، واثناء ما كنت أقوم بتنظيف الأواني التفت فجأة على شئ يلقيه ابني مروان في سلة القمامة، وفجأة صرخت وانهرت وتسابقت دموعي كا السيل المنجرف وبكيت وكأني لم ابكِ من قبل، أتدرون ما ألقاه في السلة، رأس يوسف، نعم، اقصد لعبة يوسف الذي رحل عني ولم يرحل مني.
كنت قد اشتريت لعبة كبيرة تشبهه ربما في النظر إليها اجد عوضا عن حرماني من ضمه واحتضانه الي صدري، ومرت الايام والسنين ومازلت احتفظ بتلك اللعبة، ولا ادري اين هي انها في مكان ما داخل البيت.
مروان لا يعرف هذه القصة لأن عمره لم يتعدى تسع سنوات عندما مات يوسف منذ احد عشر عاماً، ولا ادري من فصل الرأس عن جسم اللعبة ومزقها اربا وجاء يلقيها في القمامة،
الذي لا تعرفه ياولدي انك شققت قلبي عند رؤيتي لهذا المنظر ولكني وبلهفة ام قلبها يتهاوى ويحتضر التقطتها واحتضنتها واحتفظت بهذا الجزء الممزق عن الجسد ((اهي اي حاجه تعوضني عن الحرمان)).
بعد ان تشبعت بكاءًا، وبعد أن قبل رأسي كل اولادي وزوجي واحتضانوني، وجدت صوته يتسرب إلى مسامعي… ويالها من صدفة قدرية رهيبة..
من يوم بعدك وانا قلبي مكسور وحزين محتار مش عارف الدنيا وخداني لفين مدمرة ورائعة محمد فؤاد طمني عليك وكأن القدر يسهب ويغدك عليَ من فضله بحار من الدموع المُرة والذكريات القاسية الأليمة!!
من يوم بعدك وانا قلبى مكسور وحزين
محتار مش عارف الدنيا وخدانى لفين
صعبان على قلبى فراقك طب هعمل ايه
جوايا حنين علشانك ازاى اداريه
طمنى عليك وقول فين الاقيك
مشتاق لعنيك وبموت من شوقى ليك
وازاى انا اعيش لو مش وياك
مش قادر انساك
ايامى بقيت من غيرك ماليها الويل
بتعذب كل ما ييجى عليا الليل
وبروح على صورتك اخدها
ف حضنى وانام
اهى حاجه وبتصبرنى على الايام
دايما روحك حوليا وف كل مكان
بتهون يا ما عليا سنين حرمان
طمنى عليك وقول فين الاقيك
مشتاق لعنيك وبموت من شوقى ليك
وازاى انا اعيش لو مش وياك
مش قادر انساك
وكانت هذه حكاية غنوة