كتب : خالد بكداش
استحوذت على أفكاري اليوم أن أعرض عليكم روعة التجربة المذهلة التي تجلت في زيارة لدير مارمينا بدعوة كريمة من نيافة الانبا كيرولوس افا مينا رئيس الدير . كانت هذه التجربة ذات صلة روحانية و اجتماعية و تثقيفية لا مثيل لها . بدأت الزيارة بجلسة تعريفية عن الدير و تاريخه و شرح مفصل عن الرهبنة و خصائصها و طرقها و شروطها .. الشيء المذهل بالأمر أن هذه الزيارة أضافت لي و لجميع المدعويين من الصحفيين و الإعلاميين من المراسلين الأجانب في القاهرة أضافت لنا هذه التجربة لمعلوماتنا و لثقافتنا بعض المعلومات و الشروحات التي لم تكن نعرفها أو نعلم عنها سابقا و خاصة عن الحياة الاجتماعية التي تتم داخل أسوار الدير .. تعرفنا على أشخاص مسالمين .. مثقفين .. متعلمين .. ذوي ابتسامة ساحرة .. هؤلاء هم من يعيش داخل هذه الأسوار الأثرية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي و التي تعرضت للكثير من الهجمات و الغزوات و ظلت صامدة رغم كل تلك الظروف. يطلق على هذا الدير اسم المدينة الرخامية و ذلك لوفرة الرخام بين آثارها و التي تتميز به هذه الدير. الروحانية التي تجدونها داخل الدير تتجلى بجميع مكوناته .. بداية من الرهبان و المقيمين بالدير و انتهاء بأصغر مكون تتكون منه هذه الدير . من أفضل الأمور التي ميزت الدير هي حسن الإدارة و قوتها في صقل الموارد البشرية التي تقيم بالداخل بالإضافة إلى حكمتها في إدارة الزيارات السياحية و الاجتماعية لهذه الآثار التاريخية المميزة . يحتوي الدير ورشات عمل مختلفة تتفوق فيها الصناعات اليدوية و التي يعمل بها و يتعلمها المقيمين . يحتوي الدير على صالات مدهشة للتدريب و التعليم . يحتوي أيضا على مطبعة خاصة يحتوي على كلية اكليريكية يدرس فيها الدراسات اللاهوتية . يبتعث الدير بعض من الرهبان الى جامعات خارجية للتزود بالعلم و نقله الى المقيمين . يقع الدير على مساحة 100 فدان في منطقة برج العرب محافظة الاسكندرية بالمنطقة الاثرية ابو مينا . هناك الكثير من الكلام الذي يقال عن هذا المكان المقدس الرائع بتنظيمه وأثريته وألفته و تاريخه الذي نتعلم منه الكثير .