بقلم: فرج ميخائيل
اصطدم رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب، بالواقع في زيارته المفاجئة لمعهد القلب القومي بالقاهرة وبدت عليه ملامح الغضب واضحة ولم تكن زيارته بالعابرة فقد نتج عنها نقل مكتب وزيرالصحة للمعهد، وكلف السيد الرئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالانتهاء من عملية إعادة تأهيل معهد القلب القومي ،ومن جانبهم رفض الاطباء ان يكونوا “ كبش فداء” زيارات المسئوليين فدشنوا حملة أطباء مصر #عشان_لو_جه_ميتفاجئش “ واخذ كل طبيب من موقع عمله يصور وقائع الاهمال في المستشفيات المصرية على مستوي الجمهورية وتحولت الزيارة لاكبر فضيحة للدولة في تاريخها في المجال الطبي
لا اظن ان السحر انقلب على الساحر وان محلب كان هدفه من الزيارة “ الشو الاعلامي”ولكنها اخذت منحني آخر،فهو رجل نشيط لا يعرف الا العمل الميداني ولا يحب الجلوس في المكاتب المكيفة ومن واقع معرفتي بذلك اطالبه بالا يكف عن الزيات الميدانية فهي شريان حياة حكومته وآلا تنتهي زياراته بمغادرة الموقع ، ولابد من تغليظ العقوبات على المقصرين من اصغرهم لاكبرهم فالتهديد وكلمة “ كله هيتحاسب” باتت لا تصلح اليوم
وزياراتك كشفت تراخي المسئوليين الذين ترأسهم ،فوزير الصحة لم يصدم مثلك من قبل لانه لم يخرج من مكتبه وتصريحاته عن متابعته للمعهد منذ 8 شهور زادت الامور تعقيداً وأكدت انه يصمت على الاهمال وانه من اصحاب نغمة “ ضعف الامكانيات التي سئمنا من سمعها من المسئوليين على مدار الاربعين عاماً الماضية، فإن كان ليس لديه حل فليغادرموقعه ، واذا كان رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء يقومون بكل عمل الوزراء فلماذا لايتم تسريحهم وتخفيض الانفاق فالمصريين لا يدفعون الضرائب ليحصلوا على خدمات مهلهلة .
وان كنت ذهبت الى معهد في العاصمة فما ادراك بما يحدث في المحافظات ، اما عن المستشفيات الجامعيه فحدث ولا حرج كما يقول “ الغلابة“ “الاطباء بيتعلموا فى الحالات اللى بتصل لهم مش بيعالجوها”
لا تستنكر يا دولة رئيس الوزراء ان هناك مخالفات طبية وان القطط كانت في انتظارك ،فهذه ابسط المخالفات ،فالاطباء يتعاقدون مباشرة مع المريض ويتقاضون عشرات الالاف منهم، والمعاملة الجافة سمة رسمية في تعامل الطبيب مع المريض ، والنظافة عملة نادرة الوجود في المستشفيات ، فاسرة المرضي برائحة الدم ووجباتهم من بواقي الطعام ناهيك عن السرقة والإستهتار والتكاسل والعشوائيه فى الأداء.
وحتي لا يوصفوا بالسلبية وضعوا اطباء “#عشان_لو_جه_ميتفاجئش “الحلول ، اى ان هذه الحلول من مطبخ المهنة ، اولا : عدم الجمع بين العمل الحكومي والعمل الخاص لكل المهنيين
ثانيا: نسف طرق التدريس فى كليات الطب العقيمة وتوفير تدريب حقيقى للاطباء
ثالثاً: توفير امكانيات حقيقية بالمستشفيات من اجهزة وادوية و مستلزمات طبية
رابعاً: تفعيل قوانين تنص على صرف تعويضات فى حالة الخطأ الطبى
خامساً: إزالة حيتان الفساد فى الوزارة والمديريات والادارات والمراقبة الشديدة على اموال القوافل والحملات تتعرض للسرقة
سادساً: تبديل موظفين الادارات الصحية و المديريات ممن ولى عليهم الدهر و احلال الشباب مع تزويدهم بنظام معلوماتي متكامل و تنمية قدراتهم للتواصل مع الاطباء.
سابعاً: تجديد منظومة الاسعاف وعمل الاسعاف الطائر
ثامناً: زيادة الرقابة على الطب الوقائي و طب الاسرة لما فيهما من استنزاف لميزانية الصحة
تاسعاً : اعطاء الاطباء حقوقهم المادية التي يستحقونها قبل محاسبتهم على التقصير في العمل الحكومي
عاشراً: الوزارة يجب ان يكون دورها إشرافي فقط و المستشفيات تدار بطريقة أكثر حرية بعيدا عن بيروقراطية الوزارة
واخيراً ان كنتم من انصار “اوعاكوا تفتكروا ان في حاجه هتتغير” فانا اقول لكم “ ربنا يكفينا شر المحبطين”.