بقلم: عادل عطية
ترتبط الفتاة الجميلة، باليوم الرابع عشر من القمر!
أما شهر رمضان، فيرتبط بأيام القمر كلها!
لا أنسى، في طفولتي، اني كنت أشارك رفقائي أهازيجهم: “وحوي يا وحوي إيحا أو إيوحا”، دون أن أدري ولا هم يدرون، اننا كنا ننطق بكلمات مصرية!
فالقمر عند اجدادنا الفراعنة، اسمه “ياحا” والذي أصبح “يوحا” بعد ذلك، وهو اسم مأخوذ ـ بحسب اعتقادهم ـ عن اسم الملاك المسئول عن حركة القمر!
فعندما نقول: “إي ياحا أو إي يوحا”، فكأننا نقول: “جاء القمر”، فإي، تعني جاء!
أما “وحوي”، فهي كلمة تتكون من مقطعين: “واح” و “وي”.. الأولى معناها الظهور رويداً رويداً، ومنها لاح أي ظهر. والثانية، فمعناها نداء. فهو نداء يستحث القمر، أو الهلال للظهور.. ألا نقول للغائب عند العودة: “واح شتني” أو: “لك واح شة، أي وحشة؟!..
فيكون المعنى الكامل: اظهر أيها الهلال؛ فلك وحشة!
كما لم نكن نعرف ـ ونحن صغار ـ اننا أصبحنا كالفلاسفة!
فإذا كان “ديوجين” الفيلسوف اليوناني، يمشي يحمل مصباحاً في النهار، باحثاً عن رجل فاضل ـ على حد قوله ـ، فنحن كنا نحمل فانوسنا، ونبحث عن الحلوى!
قد نشعر الآن، باننا كنا كشحاتين متسولين، نلح على الناس طالبن نفحات رمضان.. ولكنها ـ في ذلك الزمن ـ لم تكن شحاتة ، أو كانت شحاتة مباحة!
المشكلة الوحيدة التي كانت تجابهنا، وما تزال تجابه أطفالنا، وأحفادنا، ان يأتي شهر رمضان في فصل الشتاء، فيمنعنا الطقس السيء من الاستمتاع بجولاتنا في الشوارع، والحارات!
وهذه المشكلة يمكن تداركها من خلال علماء الفلك العرب؛ فرمضان سمي بذلك لمصادفته شدة الرمضاء أي الحر، انه شهر صيفي، ولابد أن يكون كذلك، بمعالجة وضبط السنة القمرية العربية!
خذ فانوس حفيدي، المضيء، واتمشى في شقتي، مغنياً: “وحوي يا وحوي إيوحا”، وكما كنت في طفولتي، يردد حفيدي ذات الكلمات، وهو لا يدري أنه يتحدث المصرية القديمة!…