بقلم: نضال الصباغ
حياتنا ساحة معارك لا تنتهي ولا تهدأ ، رغم تغير المفهوم النسبي لهذه المعارك و تغير طبيعتها، فما أن ننتهي من أحد الحروب حتى نبدأ بأخرى ، فمن حرب الرغيف مع ما بقي معنا من نقود ، وصولاً لحرب أحلامنا مع الواقع القاسي .
و في كثير من الأحيان، نخوض أكثر من معركة في ذات التوقيت و المكان.
حكايتي اليوم تأتي رصداً لأحداث طبيعية ، أنثوية، لكن من وجهة نظر ذكورية واقعية ، لاتعرف تحريف الحقائق .
تتكرر أحداث الرواية و خطوات هذه الحرب كل يوم، و في كل بيت تربعت فيه مليكة جمال تنتظر فارس الأحلام ليخطفها من جحيم العزوبية إلى جنة الزوجية .
فعروسنا الجميلة، تبدأ معركتها الأزلية مع الأسطورة القديمة ( الحماية ) أو أم العريس المبجل صاحب الفرس الأبيض اعتباراً من اليوم الأول الذي تزورهم فيه .
فلا تلبث أن تخلق عيوباً لتستخدمها أسلحة في حربها ضد تلك الفتاة المسكينة ، التي رغم تضحيتها الكبيرة بقبولها لطفل أمه المدلل صاحب الوزن الزائد – ذاك الصديق الذي يصطحبه معه تحت ملابسه أينما ذهب – ناهيك عن ذكر وارداته المالية التي لا يعلم الله متى تأتي و متى تذهب . وإذا أردت التكلم عن جاذبية ذاك العريس فصدقني أنه سيخسر كل ما حوله نور و جاذبية عند خلعه لأول فردة حذاء على باب بيته.
حيث تنبعث تلك الرائحة العجيبة !!! الكفيلة بقتل كافة أنواع الحشرات و الحيوانات الأليفة في المنطقة المحيطة ، أو ربما يتطور أمر تلك الروائح ليسبب هبوطاً نفسياً عند جارتهم العجوز، تلك التي بدأت تعتقد أن هناك جثة لامرأة ميتة في عليتها هي التي تسبب في تلك الروائح التي لاتزول ليل نهار .
عذراً على الشرود أو المبالغة ..
نعود لحرب الحموات …
تبدأ الأسلحة و الهجمات بالظهور منذ الساعات الأولى لرؤية العروس ، حيث تبدأ أم عنترة باستعراض العضلات التي لا تملكها أساسا ، أو تلك التي امتلكها ابنها بالصدفة أو بلقاء القدر ، فتمدح و تمدح ، حتى تجعلك تحس بأن العريس هو نبي في زمن لا نبوة فيه ، أو أنك حين تراه أول مرة ، ستلاحظ بالتأكيد ذاك النور الساطع المنبثق من بين يديه ، و ستحس بتلك الأوبرا التي ترنم ورائه ألحاناً دافئة تشعرك بأن الملائكة ظهرت أخيراً أمام أعين البشر .