بقلم: فـريد زمكحل
عودّتنا الإدارات الأمريكية المتعاقبة على قدرتها الدائمة على تقديم مصالحها الحيوية وفقاً لمجريات الأحداث على مبادئها الأخلاقية التي اعتادت على إعلانها وتبنيها بازدواجية مذمومة وفقاً لما تقتضيه مصالحها ومصالح حليفها الدائم والأول والأخير «إسرائيل»، ويظهر هذا بوضوح في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل والمملكة العربية السعودية لحضور قمة دول الخليج، والذي أعلن من خلالهما صهيونيته الواضحة الملتزمة بأمن وأمان إسرائيل، وثانياً عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتجاهل كافة مبادئ حقوق الإنسان مقابل الحفاظ على مصالحها بما في ذلك التغاضي عن موضوع ضلوع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وإدارته بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول العام 2018، وكل شئ جائز من أجل زيادة ورفع كميات النفط والغاز المصدّر من دول الخليج إلى دول القارة الأوروبية لمواجهة الانخفاض المتواصل في تدفقهما من روسيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعارهما بصورة غير مسبوقة وبالتالي أسعار كافة السلع المعيشية الضرورية للاستهلاك الشعبي في هذه الدول وهو ما يهدد ضمان استمرار هذه الدول في تأييد الإدارة الأمريكية في حربها الاقتصادية المُعلنة على الدولة الروسية بسبب غزوها وفرض سيطرتها على العديد من الأراضي الأوكرانية.
الأمر الذي استفادت وستستفيد منه على المدى القصير والبعيد دولة إسرائيل وبعض أنظمة الدول العربية التي مازالت تنتهك حقوق الإنسان وحقوق الشعوب على أراضيها.
وفي تقديري المتواضع بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أخفق في تحقيق ما كان يصبو إلى تحقيقه من هذه الزيارة في أكثر من ملف سواء بالنسبة لموضوع زيادة إنتاج البترول والغاز مع تخفيض أسعارهما، أو في إيجاد شراكة عربية – إسرائيلية عسكرية موحدة ضد إيران التي تسعى الإدارة الأمريكية في الوقت ذاته لرفع العقوبات المفروضة عليها مقابل قيامها بإمداد الدول الأوروبية بالبترول والغاز، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء المتوقع أن يكون شديد البرودة، تحاشياً لحدوث الانقسام الكبير لحكومات وشعوب هذه الدول مع الموقف الأمريكي الحالي والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها حالياً ضد الدولة الروسية.
الأمر الذي أتوقع حدوثه بالفعل خلال أسابيع معدودة من بعض الدول الأوروبية التي لن تضحى بمصالحها ومصالح شعوبها من أجل الإدارة الأمريكية وبقاء هيمنتها على العالم بلا شريك!