كتب / خالد بكداش
كل شيء في حياتنا بحاجة إلى وقت حتى تتضح ملامحه الخفية و مع مضي أكثر من خمسة سنوات على الأزمة السورية يبدو أن الأمور انكشفت أخيراً للعالم أجمع ..
انكشفت الخطة التي تعمل عليها الدول العظمى في العالم مثل أمريكا و روسيا و ايران و بريطانيا و اتضحت معالم الأزمة السورية التي شغلت شاشات الأخبار في الفترة الماضية .
كتبت سابقاً أن الأزمة السورية ليست أزمة ثورة ضائعة أو أزمة حرب عصابات و هي ليست حرب أهلية كما يحاول الإعلام الغربي أن يصورها .
الأزمة السورية هي ميدان تعرض فيه القوى العظمى امكانياتها العسكرية و تجرب جميع أسلحتها الجديدة على الشعب السوري البريء.
لا يجب أن نتفاءل كثيراً بأن الأزمة السورية ستجد الحل قريباً فهناك صفقات تمر من خلال ورقات الضغط التي تلعب بها هذه القوى العظمى .. انها تلعب بأوراق قوية أهما ورقة الارهاب و ورقة اللاجئين و ورقة الحريةو الديمقراطية .
أوراق اللعب هذه تحتاج إلى لاعبين كبار حتى يفهموها .. و تحتاج إلى ميدان مباح حتى يتم اللعب فيه على المكشوف دون الاضطرار إلى اخفاء الأوراق عن اللاعبين الأخرين حتى تكون النتيجة أوضح .
قد يغضب البعض من تسمية للأزمة السورية بهذه التسميات لكنها الحقيقة و هي ما تعودت أن أكتبه بجميع مقالات الرأي خاصتي .
لا تغضبوا أعزائي القراء .. فهذا هو التوصيف الحقيق للأزمة السورية .. تحولت سوريا إلى ميدان لتصفية الحسابات و طاولة لتمرير الصفقات على سطحها المحطم .
قد يعتقد البعض من الذين يسمون ( موالين للسلطة ) أن روسيا و ايران تدعمان سوريا حباً بنظام الرئيس بشار الأسد .. و قد يعتقد بعض الذين يسمون أنفسهم ( معارضين ) أن دعم السعودية و قطر و أمريكا للجماعات المسلحة هو دعم للحرية و الديمقراطية و حق تقرير المصير .
الحقيقة أن جميعهم مخطئين .. لا تدعم هذه الدول الأطراف المسؤولة عنها إلا لغاية في نفسها و تلحق بها مصلحة شخصية خالصة ..
و يجب أن يعلم القاصي و الداني أن الدماء البريئة التي تسيل و تروي الأراضي السورية لا تحرك شعرة واحدة في شعور هذه الدول ..
رحم الله شهداء الوطن الأبرياء الطاهرين .
Bakdash1@gmail.com