بقلم : هديل مشلح
كيف نبني مجتمع و كيف نهدمه و من المسؤول عن نهضة المجتمع أو انحطاطه .
تبادر هذا السؤال إلى ذهني بعد أن شاهدت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في برامج تُلقي الضوء على تدني ثقافة الشباب العربي و من خلال هذه البرامج تُطرح أسئلة عامة على فئة الشباب ولكن أكثر ما يصدم أن أغلب الشباب لا يعرفون الإجابات على الأسئلة البديهية لكن الصدمة الحقيقية هي عندما يُجيبون على تتمة كلمات أغنية شعبية بدون خطأ يُذكر .
سألت نفسي من المسؤول عن تردّي ثقافة الشباب … وأين دور المدرسة ودور التعليم وأين دور الأسرة في التربية …و ما هو دور الإعلام في تنمية الشباب …
وكيف أثّرت ثقافة الدراما الأجنبية التي دخلت كل بيت على حياتنا ككل من كبير أو صغير , مسلسلات (تركية وهندية ومكسيكية وكورية وغيرها ) فنحن نرى من هذه المسلسلات مالا يناسب قيم مجتمعاتنا حيث تقع جميعها في محتوى واحد وتتشارك القصة نفسها مع اختلاف اللغات إلا أن قصص الحب الفاشلة و قصص الخيانة والانتقام والملابس الجريئة التي لا تتناسب مع أي مجتمع هي القاسم المشترك بين كل المسلسلات المدبلجة لقد استوردنا عادات وتقاليد لا تخصنا ولا تتناسب مع مجتمعنا و قد تكون السبب الرئيسي في تبدل قناعات الشباب وأفكارهم وتغير ثقافتهم .
لقد تغير مفهوم الثقافة بالنسبة لبعض الشباب وأصبحت تعني لهم حفظ كلمات الأغاني الشعبية و مقدار ثروات الفنانين ومتابعة آخر تقاليع موضة الجينز الممزق .
لم يعد للكتاب والتعلّم أي أهمية عند بعض الشباب لكنني لا أنكر أن هناك شباباً مُبدعاً في كافة المجالات لكن الثقافة العامة لم تعد سائدة كثيراً .
على من يقع اللوم في تدني مستوى ثقافة الشباب وهل تؤثر على المجتمع الحروب التي يعيشها الوطن العربي ؟؟ وما الذي يحتاجه الشباب ليكون بمستوى ثقافي أكبر وأوعى وهل نحن بحاجة لصحوة علمية وثقافية ومجتمعية ؟ وكيف نستطيع أن نرفع من شأن مجتمعاتنا ؟
لا أعلم إجابة لأي تساؤل طرحته سابقاً لكنني على يقين بأن التغيير يبدأ من ذاتنا من وعينا بأننا نريد أن نكون الأفضل من بيوتنا ومن مدرستنا وكتبنا ومنهجنا من التعليم الجيد لننهض بمجتمعنا ويمكن أن نغيّر فكر بعض الشباب عبر إعلام حقيقي همه نهضة الشباب في كافة المجالات الفكرية والثقافية والمعيشية فالإعلام قادر على تغيير مجتمعات للأفضل أو للأسوأ .
press.dubai@gmail.com