بقلم: خالد عبد القادر بكداش
تحدثنا سابقاً عن تحالف بعض الدول العربية مع الشيطان لتحقيق بعض مصالحها المستقبلية
و عرضنا مثلاً عن تحالف سوريا و ايران و السعودية و أمريكا و ما نشاهده اليوم من تسارع في الأحداث يؤكد أن التحالف مع الشيطان هو المشكلة الأكبر التي تواجه الشعوب العربية ..
قد يعتقد البعض أن التغييرات الأخيرة التي قام بها ملك السعودية سلمان هي لإدخال جيل الشباب في القيادة الجديدة و لكن ليس هذا ما حصل فعلاً .. لأن المعطيات لا تشير بأن هذا هو الهدف .
لن تستطيع السعودية انكار محاولة الانقلاب الملكية التي كان يقودها الأمير متعب ابن الملك الراحل عبد الله بالتعاون مع الأمير مقرن و محاولتهما الاستيلاء على حكم المملكة كما خططت له حليفتهما أمريكا .
تحاول الادارة الأمريكية من خلال زرع الفتنة بين أولاد العائلة المالكة بالسعودية أن تزعزع عرش الملك سلمان و تهدده بمقابل أن يبقى تحت جناحها و هيمنتها و هذا ما لم يرضخ له الملك سلمان في الآونة الأخيرة عندما تحالف مع مصر و بعض الدول العربية الأخرى و أطلقوا عملية عاصفة الحزم ضد اليمن و شعبها .. الأمر الذي رفضته الادارة الأمريكية رغم موافقتها عليه و رفضها كان بسبب فقدانها عجلة القيادة بالتحكم بالمعركة العسكرية ..
معطيات عملية عاصفة الحزم واضحة لا تقبل النقاش و أهم ما فيها هو أن السعودية تحارب ايران في الأراضي اليمنية و لكن الاتفاق الايراني الأمريكي الأخير زاد من حدة المعركة
و قررت السعودية أن تحتل اليمن بدلاً من أن تهزم الحوثيين الموالين لإيران فيها .
الإدارة الأمريكية تنفذ خطتها الواضحة بإضعاف الجيوش العربية بكل اتقان لأنها و بعد أن انتهت من القضاء على الجيش العراقي و انهاك الجيش العربي السوري حاولت أن تشرك الجيش المصري بحرب ليس له فيها ناقة أو جمل و السبب هو انهاكه كما هو مخطط له و لكن القيادة المصرية الحكيمة عرفت متى تتوقف و تنسحب و متى تقول نعم و متى تقول لا .. إلا أن الجيش السعودي خاض في الخطة الأمريكية دون أن ينتبه لما تحيكه له أمريكا من خلف الكواليس … أمريكا التي تسمح لإيران بأن ترسل السلاح إلى الحوثيين و لأعوانها باليمن عبر البحر و بمراقبه و حماية أمريكية مباشرة لقتال الجيش السعودي و حلفائه.
السعودية تعتبر أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية في العالم حيث ارتفع حجم استيراد السعودية للأسلحة الأمريكية بنسبة 24% خلال العام 2014-2015 ووصل إلى 64.4 مليار دولار .
هذا المبلغ الذي تدفعه السعودية فقط يعتبر بمقدار 10% من ميزانية الولايات المتحدة في العام 2015 فتخيلوا كيف ستتدافع الادارة الأمريكية عن هذا الأمر و كيف أن الادارة الأمريكية ستقوم بكل ما يلزم لإنعاش هذه التجارة المربحة دون أن تخسر فيها شيئاً .
ليس هذا و حسب فالإدارة الأمريكية تبحث عن دمار الشرق الأوسط لتقوم شركاتها و شركات حلفائها بإعادة الإعمار و السيطرة على موارد جميع هذه الدول بشكل مباشر و غير مباشر .
و في أخر الحديث يجب علينا أن نؤكد أن استمرار الحرب على اليمن و سوريا من قبل السعودية هو أمر يجب أن ينتهي و يجب أن يكون هناك تحالف عربي قوي يجمع سوريا و مصر و السعودية و العراق ليقف بوجه أي مخطط قد يستهدف أي دولة عربية .