بقلم: غزة الدريدي
“ليبيا غرقت في الدماء ” هذا ما جاء على لسان الرئيس الامريكي باراك اوباما في تصريح له لصحيفة ” ذي اتلانتك ” منتقدا كل من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ومتهما إياهم بالتقصير في متابعة الوضع في ليبيا. وقد اعرب انهم ارتكبوا خطأ فادحا في الإطاحة بنظام القذافي. ولئن كان الرجل الأول للولايات المتحدة الأمريكية محقا في تصريحاته، لأن ما حصل من تدمير للسلاح الجوي الليبي وتشريد للأبرياء وتهجيرهم وترك المجال مفتوحا للإرهاب ، يعتبر كارثة بكل ما في كلمة كارثة من معنى ، فان بإمكانه ان يلعب دورا رياديا لإصلاح ما يمكن اصلاحه ويبدأ ذلك أولا بالتراجع عن القرار الصادر في 19-03-2011 والقاضي بحظر تسليح الجيش الليبي لتمكينه من مواجهة الإرهاب والقضاء عليه. كما انه من الضروري العمل على ممارسة ضغوطات دولية لإطلاق سراح سيف الاسلام معمر القذافي لان الواقع اثبت الفشل الذريع لمن ادعوا قدرتهم على قيادة ليبيا وهذا ما يؤكد ان الأسير سيف الاسلام القابع في سجون الظلام هو الوحيد القادر على تسيير ليبيا وإيصالها إلى بر الأمان. كما ان الرئيس اوباما بإمكانه تفادي توسيع دائرة العنف وذلك بالتدخل لإطلاق سراح هانيبال معمر القذافي المختطف بلبنان والذي تجري مفاوضات بشان تسليمه لجهات غير حكومية بليبيا تكن العداء لمعمر القذافي وأبنائه ..وللتذكير فان هانيبال يقع تحميله ذنب اختفاء الامام موسى الصدر في ليبيا سنة 1978 أي حينما كان عمر هانيبال لا يتجاوز الثلاث سنوات باعتبار انه من مواليد 1975. وهذه من القضايا التي يفترض ان تتحول إلى قضية رأي عام لأنها مظلمة تحدث على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا. وتجدر الإشارة ان القبائل الليبية أصدرت بيانا تتوعد فيه لبنان برد فعل عنيف في حالة تعرض هانيبال لاي أذى ومن المؤكد في تلك الحالة ان العديد من المواطنين اللبنانيين سيكونون ضحية هذه ألازمة.
ان في اعتراف الرئيس اوباما بان الإطاحة بنظام القذافي كان خطأ هو اعتراف بان المغدور معمر
القذافي نجح في جعل ليبيا بلدا آمنا طيلة 42 سنة في حين ان ليبيا اليوم تنحدر
يوما بعد يوم إلى اسفل فوهة البركان. كما انه بإمكان الرئيس اوباما ممارسة ضغوطات دولية لرفع التجميد على الأموال الليبية في البنوك الأفريقية حتى يتم اعادة اعمار ليبيا وإخراجها من الازمة .
ان ما يحدث اليوم من هرج ومرج لأكبر دليل على ان ربط الإرهاب بمعمر القذافي والقيادات الليبية كان مجرد حملة للإطاحة بنظام القذافي وزعزعة استقرار شمال افريقيا .. لذا فان إنصاف من ظلموا وهجروا من الليبيين هو اضعف الإيمان وإنصافهم لا يكون إلا بقطع السبل امام كل من يمد الإرهابيين بالعتاد والسلاح والأموال والمخدرات وكذلك بوقف تتبع القيادات الليبية المهجرة من طرف الشرطة الدولية “الانتربول” وإعطائهم حقهم في التنقل بكل حرية.
اعترف سيادة الرئيس اوباما بالخطأ الفادح في الإطاحة بنظام القذافي الذي ضمن استقرار ليبيا طيلة 42 سنة ، ولعله سيبدع يوما في إنصاف معمر القذافي وبناء نصب تذكاري له امام البيت الأبيض وتسمية احد شوارع واشنطن باسمه… من يدري؟































