بقلم : خالد بنيصغي
بقدر ما يكون فيروس “ كورونا “ مُفزعاً للإنسان بصفة عامة في جل بقاع العالم بسبب الخوف من انتشاره بين الناس ، بقدر ما هو مُفرِح للعديد من بسطاء الشعوب العربية الذين بدأوا يشكرون هذا الداء الذي استطاع أن يوقف العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية ، التي لا يأتي منها أيُّ نفع بقدر ماهي سوى هدر للمال العام .
فالمغرب مثلا يسير نحو إلغاء كافة الأنشطة الثقافية والرياضية لهذه السنة تفادياَ لانتشار “ كورونا “ ، هذا الإلغاء خلف ارتياحاَ كبيراَ لدى معظم المغاربة ، الذين فرحوا لإلغاء مهرجان “ موازين “ الذي يذهب بملايين الدراهم المغربية ( يتجاوز 15 مليار سنتيم ؟؟ ) ، معبرين بأسلوب ساخر عن شكرهم لداء “ كورونا “ الذي استطاع أن يوقف مثل هذه الأنشطة التي يُنْفًقُ عليها أموالا طائلة من الشركات المساهمة فيه ، وهي شركات مملوكة للدولة إما كليا أو جزئيا ، والتي لو أنفقت هذه الأموال على الفقراء في مشاريع اجتماعية ابتغاء وجه الله تعالى ، لكانت النتائج باهرة ولافتة ، في تحقيق الاستقرار للعديد من الأسر التي أنهكها الفقر والبحث عن الرغيف اليومي .
نرجو من الله عز وجل أن تتأكد هذه الأخبار والإجراءات ، فنحن لا نحتاج إلى الرقص أو الغناء ( مهرجان موازين ) أو غيره من المهرجانات ، ونحن لا نحتاج إلى الكوميديا ( مهرجان مراكش للضحك) أو غيره ، بقدر ما نحن بحاجة إلى أن نرسم الابتسامة والأمان على وجوه المساكين والفقراء في القرى والأرياف المغربية ، نحن بحاجة أن نفرح من الأعماق وأن تتراقص بداخلنا المحبة لأبنائنا ونساء ورجال هذا الوطن الذين يعانون الحرمان والفقر ، ويتعذبون للحصول على القوت اليومي .
في الأسبوع الماضي جرت منافسات دور الثمانية إياب في كأس عصبة الأبطال الإفريقية ، وكأس الكنفدرالية في كل من تونس وجنوب إفريقيا والكونغو ( عصبة الأبطال ) والمغرب ومصر وغينيا ( كأس الكنفدرالية الإفريقية ) ، ومشكل فيروس “ كورونا “ كان حاضرا عند أعضاء الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية المشاركة في هذا الدور من المنافسات لكن بشكل مختلف ومثير للدهشة ؟؟
فال” كاف “ تقول إنها تتبع تطورات “ كورونا“ لحماية الجسم الرياضي الإفريقي بأطقم طبية متخصصة حتى لا ينتشر الداء ، ولكن لا نعرف كيف تفعل ذلك ؟؟؟ فهل مثلا اجتاز الجمهور التونسي اختبار خُلُوِّهِ من الفيروس – لا أصابه الله بمكروه – قبل ولوج الملعب في المبارتين اللتين أقيمتا بملعب “ رادس “ ( الترجي التونسي والزمالك المصري ) ثم ( النجم الساحلي والوداد البيضاوي المغربي ) ونفس الشيء بالكونغو في لقاء
( مازيمبي والرجاء البيضاوي المغربي ) أو بجنوب إفريقيا ( صن داوز والأهلي المصري ) ؟؟ ولماذا هذه الدول والفرق اختارت اللعب أمام الجمهور رغم داء “ كورونا “ ؟؟ ولماذا اختار المغرب اللعب بدون جمهور في منافسات الكنفدرالية الإفريقية ( حسنية أكادير المغربي والنصر الليبي ) و ( نهضة بركان والمصري البورسعيدي المصري ) وحتى في الدوري المغربي للمحترفين ودوري الهواة ، وفي باقي الأنواع الرياضية الأخرى ؟؟ والسؤال المطروح لماذا هذا التباين في المواقف ؟؟ ولماذا لا تتدخل أجهزة الاتحاد الإفريقي باعتبارها الراعي الرسمي لكل المسابقات الإفريقية بأن تصدر بيانا ملزماً لكل الدول الإفريقية في جل المسابقات ؟؟ دمتم بود .