بقلم: عادل عطية
عند نهاية المطر الغزير، يظهر في رحاب السحب الممتدة، ناشراً أجنحته السبعة الرائعة الجمال، ممنطقاً السماء بالمجد والبهاء!
يُذكّرنا في كل طلّة، بالميثاق الأبدي الذي خطه الله مع الناس، بأنه: لا يهلكهم بطوفان آخر!
لكننا أطلقنا على ألوان قوس قزح، صفات مخيفة: حمرة الدماء، وصفرة المرض، وزرقة الموت، وخضرة السموم، وبنفسجية الحزن، وبرتقالية النار!
الألوان التي خُلقت بهجة للعين؛ لنرى فيها: ابتسامات الزهور، واشراقات السماء الصافية، وعيون الربيع الباسمة.. جعلناها علامات للخوف، واشارات للخطر، ودلالات للشر:
فاللون الأحمر، يقول: قف!
والأصفر، يقول: توتر واستعد!
والأخضر، يقول: اسرع قبل ضياع الفرصة!
إن ألوان القزح – رغم تشويهاتنا المتعمدة -، باقية ببهائها في الكون، تحمل لنا – مع العهد الإلهي بالطمأنينة -، تأثيرات عناية الله ببني الإنسان؛ فقد أثبتت بعض التجارب العلمية أن الألوان الزاهية المبهجة، تضفي نسبة أعلى من الذكاء للأطفال، وتبرز فيهم ملكات الخلق والإبداع!
واللون الأصفر – الأخضر، يهديء ضربات القلب، ويساعد على تحسين الدورة الدموية!
واللون الأخضر، يقلل احساسنا بالضجيج، والشكوى منه!
كما أن الطبقة الحمراء في الشفتين، تعد حصناً لداخل الجسم، يقتل كل ميكروب يلامسه!
،…،…،…
ليحمل كل منا موشوره – بثلاثيته المقدسة -؛ ليجد الطيف كما أوجده الله، ونعيد النظر في لون الحياة.. لونها في النفس، وفي المنزل، وفي المكتب، وفي المدرسة، وفي الطريق!
لقد استطاع نيوتن – بقرصه العجيب – أن يجعل ألوان الطيف تشع بالضوء الأبيض؛ لون الحب، والطهارة، والعذوبة، والنقاء، والسلام، فهل نحمل هذا الموشور بأصالته ونقائه، ونسير على هدى دروب الطيف السبعة لنعيش معنى السلام، والجمال الذي يعلنه الله للبشر؟!…