بقلم : خالد بنيصغي
عندما تعطلت العديد من الأعمال والخدمات في العالم بأسره بسبب جائحة « كورونا « ، كان للمغرب نصيبه من إغلاق العديد من الخدمات والأعمال في وجه المواطنين ، وبذلك لم تشتغل العديد من فئات المجتمع بسبب هذا الركود الاقتصادي الجارف ، ولأن الحكومة المغربية لا تملك ما تعوِّض به المجبرين على التوقف عن العمل ، فإن هذه الفئة الهشة من المجتمع لم تجد السبيل حتى للقمة الرغيف كي تسد به رمقها .. وعندما أعلنت المملكة المغربية عن فتح بعض أوراش العمل حلّت الكارثة في معمل للنسيج بمدينة طنجة ، فقط بعد أسبوع من استئناف العمل به بعد توقف لعدة أشهر بسبب الجائحة ، لكن الطامة العظمى هو تتوالى المصائب تباعاً ، فقد توفي 28 عاملا غرقا بسبب مياه الأمطار التي غمرت المعمل الصغير المتواجد بالطابق تحت أرضي ، ومعظم الوفيات من النساء ، ثم يكتشف المغاربة أن مصنع النسيج هذا ، يشتغل بطريقة سرية وغير قانونية لتتوالى الأسئلة حول المتواطئين من مسؤولين وموظفين وأعوان الدولة في التسبب في هذه المصائب العظمى بسبب الجشع بالارتشاء وغض الطرف عن القوانين المنظمة لفتح ورشات العمل بطريقة غير شرعية .. ويكفي أن نذكر هنا مأساة أمٍّ تحكي عن وفاة بناتها الأربعة في هذا الحادث المأساوي ( اثنتان متزوجتان وواحدة مخطوبة ، والرابعة في بداية الشباب ) كما أن صاحب المعمل يستغل العمال بأجور زهيدة ومتدنية جدا ودون ضمان لأي حق من حقوقهم المشروعة . لم يبق للمغاربة إلا المطالبة بمحاسبة كل المتسببين في هذه المصيبة وإنزال أقسى العقوبة بهم ، كما يطالبون بتقصي الحقائق في العديد من مثل هذه المشاريع السرية واعتماد القانون فيها سواء بإغلاقها نهائيا أو تأهيلها حسب الشروط المحددة في دفتر التحملات .
- بدأ المغرب حملة التطعيم ضد وباء كورونا مؤخرا ، وقد تم حقن ما يناهز مليون مواطن مغربي بالجرعة الأولى حتى الآن ، لكن الجدير بالذكر هو أن الحكومة المغربية كانت قد أعلنت عن بداية التلقيح منذ مدة تقارب الشهريْن عن الموعد الذي بدأت فيه الحملة ، وذلك لأسباب تقنية أهمها ارتفاع الطلب بشكل كبير على طلب اللقاح ، وإعلان الدول الغنية والمنتجة للقاح عن أولوية استعماله لفائدة مواطنيها أوَّلاً بشكل مستعجل ، وهو ما نتج عنه هذا التأخر في المغرب بالرغم من أن المملكة المغربية اشترت حوالي 66 مليون جرعة لتطعيم أزيد من 30 مليون مغربي وكذلك المقيمين بالمغرب ، بمن فيهم المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين القادمين من دول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء . لكن ما نخشاه صراحة هو أن يقع المغرب في مشكل تأخر اللقاح للمرة الثانية ثم يجد المغاربة الملًقًّحِين بالجرعة الأولى أنفسهم أمام عدم تواجد لقاح الجرعة الثانية والتي بدونها لا يمكن كسب المناعة ضد « فيروس كوفيد 19 « وهو مشكل قد وقع لبعض الدول منها « كندا « التي لم تبدأ حتى الآن في التطعيم بالجرعة الثانية التي من الموصى به طبيا أن تعطى للمستفيد من الجرعة الأولى بعد ثلاثة أسابيع ، فيما الآن قد مرًّ أزيد من ستة أسابيع دون أن تبدأ في الجرعة الثانية لتأخرها بسبب ارتفاع الطلب العالمي عليها . فما نرجوه هو أن تحصل كندا على العدد الكافي من اللقاح لتطعيم المواطنين بالجرعتيْن معا ، وأن لا يقع المغرب وكافة بلدان المعمور في مشكل التطعيم لشعوبها بالجرعتيْن ، وليس بجرعة واحدة تفصلها عن الثانية فترة من الزمن تزيد بكثير عن ثلاثة أسابيع . وعلى الله قصد السبيل .