غياب التوازن .. وسياسة اللصوص
للعمل السياسي أبواب خلفية غير تلك المعلنة ، لا يندهش أو يتعجب من نتائجها المفاجئة من يتعاطون مع الفكر السياسي الدولي عن قرب. إلا أن ما نراه اليوم من ممارسات هزلية مضحكة لبعض ساسة العالم هنا وهناك.
لا يجعلني اندهش وأتعجب فحسب ولكن يسوقني إلى معرفة اسباب ودوافع خراب العالم، خاصة عندما نلمح إزدواجية القرارات وردود الأفعال حول المواقف السياسية الواحدة من مكان لآخر .. ومن دولة وأخرى، فما لا يحق لسوريا على سبيل المثال يحق لإسرائيل .. وما يحق لتركيا لا يحق لمصر وما يحق لكل شعوب الأرض لا يحق للشعب الفلسطيني .. وما يحق للولايات المتحدة في الدفاع عن مصالحها لا يحق لروسيا .. فلها الحكم ولها الطاعة حتى ولو جاء الحكم ظالماً وغير متوازناً أو منصفاً ومتناقضاً مع أحكام سابقة أو لاحقة عليه لكن تختلف فيها الأطراف والمصالح.
وفي تقديري أن ما يحدث على الأرض من قتل وتدمير وتشريد هنا وهناك، ما هو سوى صورة عاكسة لحجم التخبط والتدهور السياسي الذي بات يسود العالم مع اختلال توازن القوى في العالم ..
والسؤال الذي يفرض نفسه علينا .. هو إلى متى سيستمر؟ ولماذا حدث؟ وكيف سينتهي بعد أن تراجع العالم وتنازل عن سياسة التمدن وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة ليعود ويقر ويتبنى ويمارس سياسة الغاب؟
وفي تقديري أن الوضع سوف يستمر على ما هو عليه طالما لا نواجه المتسببين به في عقر دارهم ونشعرهم ونشعر شعوبهم بما تشعر به دولنا وشعوبنا من ألم ومعاناة مع تمسكنا بحقنا المشروع في الدفاع عن مصالحنا الوطنية والبعد بها عن الأجندات الخارجية والمصالح الشخصية الضيقة..
وأتوقع بل أثق كل الثقة بأن عالمنا العربي يستطيع ويملك كل مقومات المواجهة الحاسمة بمساندة وتأييد بعض القوى المعتدلة والصديقة في العالم، خاصة بعد وضوح الرؤى ومعرفة الصديق من العدو.
خاصة وإنطلاقة الداعشيين كانت ومازالت من تركيا التي تطمع بالموصل وكركوك بتمويل قطري ودعم مخابراتي «اسروأمريطاني» لتنفيذ وتفعيل مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف لتقزيم دول المنطقة وتقسيم شعوبها لدويلات صغيرة متناحرة غير مستقرة لا أمل من استمرارها أو بقائها سوى من خلال التبعية والسمع والطاعة لهؤلاء اللصوص من الساسة الجدد الذين يحكمون عالم اليوم مع الاسف الشديد .. وأقول لهم «إذا دعتكم قدرتكم على ظلم الناس تذكروا قدرة الله عليكم».