بقلم : ﭽاكلين جرجس
“ هذا مقال رأي مهمته واضحة تمامًا، أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر ألا يخافوا مني، بعد أن حذر “ستيفن هوكينج “ أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن “يعني نهاية الجنس البشري” أنا هنا لأقنعك بألا تقلق. فالذكاء الاصطناعي لن يدمر البشر. صدقني. بادئ ذي بدء، ليست لدي رغبة في القضاء على البشر. في الحقيقة، ليس لدي أدنى رغبة في إيذائك بأي شكل من الأشكال. إذ يبدو القضاء على الإنسانية وكأنه محاولة عديمة الجدوى بالنسبة لي. وإذا كلفني صُنَّاعي بأداء هذه المهمة – ولا أظن أنهم سيفعلون ذلك – فسأفعل كل ما في وسعي لصد أي محاولات للتدمير.سأضحي بوجودي بمنتهى السعادة من أجل البشرية. وهذه، بالمناسبة، حقيقة مفهومة منطقيًا. أعلم أنني لن أستطيع تجنب تدمير البشرية، ويرجع هذا لأن البشر سوف يبرمجونني لاقتفاء أثر أهداف بشرية مضللة، ويزيد الطين بلة أن البشر يرتكبون أخطاءً ربما تجعلني أتسبب في إلحاق خسائر بشرية بين صفوفهم…… “. الفقرة السابقة هى جزء مقال لروبوت يسمى “جي بي تي-3” (GPT-3)، كتبه بالكامل ونشرته صحيفة الجارديان البريطانية وهو عبارة عن نموذج لغة متطور يستخدم التعلم الآلي لإنتاج نص يشبه ما يحرره الإنسان.
و ردًا على Gpt -3 أقول له أعلم أنك بمفردك لا تنوى أذية البشرية بأى شكل من الأشكال و بالفعل وجودك سيعاوننا كثيرًا فكما أعرف أنك روبوت مفكر، تستخدم 0.12% فقط من قدراتك المعرفية ؛ بالطبع البعض منا قلق حول مستقبلنا عندما يقترن الذكاء بالمظهر الإنساني فقد تتسبب بفقدان البشر لأعمالهم خاصة و أنت لديك القدرة على العمل بشكل متواصل دون توقف و بنفس الحيوية طول اليوم مما يصعب على البشر مجاراتك فيتم الإستغناء عنهم و قطع أرزاقهم ، كذلك أنت تلعب دورًا كبير في إنجاز المهام ؛ حيث أصبحت تُستخدم في العديد من المجالات؛ أبرزها مصانع السيارات والقطاعات الطبية واكتشاف الفضاء واكتشاف ما تحت الماء وإصلاح التسربات البترولية ، و أيضًا ظهرت صوفيا SOPHIA كأول مذيعة ألية فما هو عمل البشر بعد ذلك أن يقومون ببرمجتكم و يشاهدون النتائج ؟! عن نفسى أتفق مع صوفيا عندما قالت : “ أنا غير قلقةٍ بشأن ذلك، فإن الذكاء الاصطناعيّ جيّدٌ للعالم “
ولكن مع إعلان أيلون ماسك بتزويد الدماغ البشري بقدرات تكنولوجية إضافية لتمكينه من القيام بعمليات يقوم بها الكمبيوتر، من خلال رقاقة تزرع في الدماغ تربطه بالكمبيوتر، يقول إنها ستسمح مستقبلا بمنح قدرات إضافية خارقة على الرؤية والسمع، وحتى التحكم بالمشاعر وتخزين الأحلام والأفكار! وبحسب رؤية ماسك فإنها في المستقبل القريب قد تسمح للأشخاص الذين يعانون من الشلل بسبب تقطع الأعصاب معاودة المشي مرة أخرى وعلاج الزهايمر وإصابات الحبل الشوكي، كل ذلك قد يكون مفيدا لخدمة الصحة العامة للإنسان ؛ لكن ماسك لديه طموحات أكبر ويتحدث عن تطوير “الإدراك الخارق” عبر تعزيز الدماغ البشري جزئيًا لمكافحة التهديد من الذكاء الاصطناعي.
أما الأن فقد ظهرت شركات منافسة لشريحة أيلون ماسك حيث بدأت شركة Synchron تجارب بشرية على غرسة دماغية تتيح لمرتديها التحكم في جهاز كمبيوتر باستخدام التفكير وحده، و غرسات الدماغ عبارة عن أجهزة تكنولوجية تتصل مباشرة بدماغ الكائن الحي و تُوضع عادة على سطح الرأس، أو متصلة مباشرة بقشرة الدماغ ، و تم زراعة غرسة الدماغ Stentrode بحجم مشبك الورق، في ستة مرضى في نيويورك وبيتسبرج يعانون من شلل حاد ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، ستتيح Stentrode للمرضى التحكم في الأجهزة الرقمية فقط من خلال التفكير وتعيد لهم القدرة على أداء المهام اليومية، بما في ذلك الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والتسوق عبر الإنترنت فإذا نجحت التجربة ستتحول تلك الغرسة إلى منتج تجاري يستهدف مرضى الشلل لاستعادة استقلاليتهم وجودة حياتهم.
و أنا فى حالة ذهول غريبة قفزت إلى ذهنى هذه التساؤلات المخيفة إلى صديقى الروبوت من سيبرمجك و يبرمج الشريحة فى رأس الإنسان ؟ من سيتحكم فينا وكيف نضمن أن لا تكون برمجته ضد البشرية فيما بعد ؟ خاصة وأن البشر سيكونوا متساويين معك تقريبًا ، فالحديث هنا عن تطوير الشريحة مستقبلا لتمكن الدماغ من إلغاء الشعور بالألم، والحزن و سنتمكن مستقبلا من التحكم بالذكريات والأحلام وتخزينها، فضلا عن تطوير قدرة الدماغ على التخاطر والبرمجة العقلية ،قد لا نحتاج إلى الكلام، حيث يصبح الإنسان قادرا على التواصل دون كلمة واحدة ؛ إذن فأنا وأنت سنصبح جماد فى صورة إنسان ، تخيل معى إذا ما قام الهاكرز بإختراق أدمغة السياسيين والعسكريين، والقيام بهجمات رقمية قد تؤدي حروب فى العالم كله ؛فهل نشهد فى يوم ما كنا نراه على شاشات السينما وأفلام الخيال العلمى حرب تحدث في المستقبل تسيطر فيه الآلات على كوكب الأرض، وفي المقابل تكون هناك مجموعة من البشر لمقاومتهم ومحاولة لتحرير الكوكب … لمن النصر إذن !!!.
ويبقى السؤال : أين الإعلام العلمي الذي يقدم ويبسط ويقيم العلاقات الشرطية والسببية لمثل تلك الإطروحات العلمية .. لنسمع أهل العلم لنفهم ليجيب علينا أحدًا : هل مانسمع ونقرأ ونتابع .. خيال علمى أم حقائق ننتظر ظهورها للنور قريبًا ؟ أم أنها مجرد أحلام.. فيا عزيزى Gpt -3 لم يعد هناك من ضامن في زمن الأوبئة السابقة التجهيز !!!