شعر: نسرين حبيب
الغُربَة..
وما أدراكَ ما أقساها
حينَ تَعيشُ في وطنٍ
لا تَحسُّ فيهِ إلّا بِغُربَةِ الانتظار..
جاءَنا زمنٌ
بِتْنا في دِيارِنا غُرَباء
لا نَجِدُ أمانًا ونَفتقِدُ الانتِماء
لا نَحملُ في حَنايانا
إلّا الذّكرى والماضي
لصورةِ وطنٍ حبيبٍ
صارَ الجلّادَ والقاضي
ويَسألُني وطني.. أَتُحِبُّني؟!..
من غُربَتي فيه أَردُّ بِغَصَّةِ وَجَعٍ
أسؤالٌ هذا أم شعورٌ أم خِيار؟!
أنا مُرغَمٌ على البُعدِ، يا وطنًا، لا مُحتار
والأصعَبُ أنّ مَنْ أرغمَني هُوَ
ما فيكَ، ومَنْ «يَحميكَ»
مَن يُطبطِبُ عَليكَ ويُواسيكَ…
لذا لا تُحرجْني ولا تَسلْني
ولا توقعني في متاهاتِ الاختيار