شعر: نسرين حبيب
عندَ الثّانِيَة فَجرًا رنَّ الهاتفُ
رَمَيْتُ كِتابًا أَحْمِلُهُ فَوقَ الكُتُب
وَصَلَتْني رِسالَةٌ غَريبَةٌ مِن فَحْوِ كَلامِكَ وَصَوْتِكَ المُثيرِ
احتَرْتُ في تَحليلِ مَعناها عن كَثَب
خابَرْتَني تَعرِضُ عَليَّ عَلاقَةً ثُلاثِيَّةً مَشْبوهَةً
بِشَغَفٍ حادَثْتَني، بِنَغَمٍ مُتَهَدّجٍ، كَمَن اكْتَشَفَ خَفايا كَوكب
سَمِعْتُ مِنْكَ كلامًا عَجيبًا، كَلامًا مُريبًا، تُحاوِلُ إِقناعي
بِلَعِبِ الكَلامِ.. لِسانُكَ في فَمِكَ أَراهُ يَدورُ كَلَوْلَب
لَمَسْتُ جُرْأَةً.. وَما عَهِدْتُكَ جَريئًا مِن قَبْلُ
نَقَارُ خَشَبٍ استَفْرَدَ بِجِذعٍ نَضِرٍ.. تَخَيَّلْتُكَ نَقّارَ خَشَب
تُتْحِفُني بِكَلامٍ غَير مَفهومٍ.. تَحْدِفُني صَوبَ المَنْطِقِ حينا
وَصَوبَ الرَّغْبَةِ أَحيانا.. كَعُصفورٍ جائِعٍ لَقِيَ حَبَّةَ عِنَب
عَن أُخْرى تَحكيني كَأَنّي أَعْرِفُها، أَدْخَلْتَها بَيْنَنا، حَلَّلْتَها، مِمَّن أَخَذْتَ الاِذْنَ؟!
هَنْدَسْتَ عَلاقَةً على مَقاسِكَ.. رَأْسُ هَرَمِها ثُلاثِيُّ القِبَب
شَرَّعْتَها حقًّا، وَفي الشَّريعَةِ ما وَجَب أن تَطوفَ بي مَكّةَ والقُدْسَ وَجِبالَ الهِمَلايا
مُرْغِمًا إِيّايَ.. أن أَرضى الحَجَّ.. مِن دونِ سُؤالٍ أو فَهْمِ السَّبَب
كُلُّ شَيْءٍ مُباحٌ في العَلاقاتِ أَخْبَرْتَني، طَرَفًا في عَلاقَةٍ مَشبوهَةٍ جَعَلْتَني
اصْمُتْ صَمْتًا قاطِعًا.. إن كانَ كَلامُكَ مِن فَضّة، فسُكوتُكَ أَثمَن مِنَ الذَّهَب
حَيَّرْتَني، جَنَّنْتَني كَفَّرْتَني، في دَوّامَةٍ مِنَ العُتْهِ والفسقِ أَدْخَلْتَني
دَوَّخْتَني حتّى ما عدتُ أُمَيّزُ شَعبانَ مِن رَجَب..