بقلم: خالد بنيصغي
دخلت الحكومة المغربية أزمتها في شهرها السادس دون تحقيق أي تقدم يوحي بتشكيلها وإنهاء هذه الأزمة ، فقد أكدت التصريحات الأخيرة للأطراف المعنية خصوصا حزبي “ العدالة والتنمية “ و” الأحرار “ إنهاء كل أشكال الحوار بينهما بعد تشبث كل منهما برأيه ، والواضح أن هذا البلوكاج ممنهج من حزب “ الأحرار “ الذي يريد جر وإدخال حزب “ الاتحاد الاشتراكي “ معه في الحكومة الجديدة بالرغم من أن الأغلبية كافية لتشكيل هذه الحكومة دون الحاجة للاتحاد الاشتراكي الذي هو أصلا لم يحصل إلا على 22 صوتاً في مجموع التراب المغربي ، وهو رقم ضعيف لا يستوجب المشاركة في الحكومة بقدر ما يستوجب الخجل من هذه النتائج التي تدل بكل وضوح على أن المغاربة لا يريدون هذا الحزب ، ولذلك لم يختاروه ولم يصوِّتوا على منتَخَبيه ، على الاتحاد الاشتراكي أن يراجع ويناقش خيبة أمله هاته بعيدا عن التبجح باستعداده للمشاركة في حكومة هي في غنى عنه تماماَ ..
أمر الحكومة الآن وبحسب الدستور المغربي تستوجب تدخل الملك محمد السادس من أجل تشكيلها بالطرق المتاحة دستوريا، وغالب التكهنات تشير إلى أن التدخل الملكي سيصُبُّ في اتجاه تقريب وجهات النظر وتقديم بعض التنازلات من الأحزاب المعنية ، أما مسألة إعادة الانتخابات فالأمر مستبعد جدا ..
الملك محمد السادس عاد إلى أرض الوطن هذا الثلاثاء المنصرم بعد جولة أفريقية ناجحة بكل المقاييس بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي .. وأمامه نجاح آخر منتظر إن شاء الله تعالى في إنهاء أزمة الحكومة المغربية بتشكيلها وإخراجها للوجود ..
المغرب في الاتحاد الإفريقي ولا عزاء للحاقدين
عاد المغرب إلى وضعه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي عندما أراد ذلك في الوقت المناسب ، عودة المغرب لم تكن رجوعا لمقعده الشاغر في الاتحاد فحسب ، بل جاءت حبلى بالمشاريع التنموية ، وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون مع العديد من بلدان إفريقيا ، هذه التحركات المغربية المجسدة في الزيارة الملكية لمحمد السادس لهذه البلدان والتي استغرقت الأسابيع بل الشهور ، لم ترق بعض الدول الشقيقة ، خاصة الجارة الشرقية “ الجزائر “ التي حشدت كل أنواع الاستفزازات الإعلامية والعسكرية من أجل تعطيل المغرب عن نجاحاته ، لأن الجزائر للأسف لا تستطيع أن تنجح على الأقل في الوقت الراهن أمام مرض الرئيس الجزائري عافاه الله ( وإن كانت الأخبار المتناقلة والمتسربة تفيد ربما بموته جسديا وأنه يتنفس اصطناعيا فقط ) وأمام الاحتقان الداخلي للشعب الجزائري الشقيق بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر فيها الجزائر بسبب انخفاض أثمنة النفط والذي كبدها خسائر بملايين الدولارات ..
لهذه الأسباب وغيرها أرادت الجزائر تحويل انتباه الشعب نحو مشكل الصحراء المغربية بدل المشاكل الداخلية والعصية على الحل في الجزائر ..
وبعد .. لازال المغرب يستغرب عدم تصويت الأشقاء عرب إفريقيا على عودته للاتحاد الإفريقي ، خاصة مصر وتونس ، هي أمور غير مفهومة إلا في نطاق التخوف من تزعم المغرب لإفريقيا واستثمار أكبر عدد من المشاريع التنموية والمربحة في أدغالها .. وهو نجاح مغربي أكيد إن شاء الله ، والزمن سيؤكد بما لا يدعو مجالا للشك هذه النجاحات المغربية في إفريقيا وغيرها ، مع استعداد المغرب دائما لإنجاح اتحاد المغرب العربي الكبير ، والتعاون مع الشقيقة مصر في جميع المجالات ..