أبو ظبي / ألكسندر بكداش
أصدر مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة رواية جديدة بعنوان: “الكمنجة السّوداء” للفرنسى ماكسنس فرمين وترجمها إلى العربية أيف كادورى وحازم عبيدو.
لفت فرمين الأنظار فور صدور روايته الأولى “ثلج” (وقد نقلها إلى العربية المترجم السورى عبّود كاسوحة)، وتشكّل “الكمنجة السوداء” مناسبة فذّة لمقاربة أسلوبه السردى الذى يتوسّل بلغة الحكاية الواقعية تارةً والعجائبيّة تارةً أخرى. يسرد فرمين فى روايته “الكمنجة السوداء” حياة موسيقى فى زمن الحرب، ويختار لحظة تاريخيّة حافلة بالتوتّر، هى تلك التى بدأ فيها نابليون بونابارت حملته على إيطاليا. وبين عنف الحرب وآلام المنفى من جهة، ورهافة دواخل البطل وحساسيته الفنيّة من جهة أخرى، يرتسم طباقٌ أو تعارضٌ أليم. وهذا كلّه يفاقمه هيام بالجمال، جمال المرأة وجمال الموسيقى، وشغف بالمطلق، ومحاولة لتطويع المادّة وجعْلها تحاكى البشر.
ولد ماكسنس فرمين فى ألبيرفيل فى فرنسا عام 1968، وأمضى عدّة سنوات فى تونس. حازت روايته الأولى “ثلج” عقب صدورها فى 1999 على شهرة واسعة، ونشر بعدها عدّة روايات. ويعود الانتشار الواسع لأعماله إلى لغتها الشعريّة وأجوائها السحريّة المفعمة بروح المغامرة والعجائبيّة والبحث. وهو يفيد فيها من رحلاته المديدة، إذ هو عاشق للأسفار، فترى فى “ثلج” اليابان فى أواخر القرن التاسع عشر، وفى “النّحال” (2000) أفريقيا السوداء، وفى “أفيون” (2002) الصّين، وفى الرواية المترجمة هنا نرى إيطاليا فى عهد نابليون بونابارت، أمّا “ضريح النّجوم” (2007) فيسرد فيها فترة الاحتلال النّازى لبلده فرنسا.