تقدّمت حملة التطعيم ضدّ فيروس كورونا المستجدّ في كندا بعد بداية بطيئة، وبعد أن كانت البلاد في مرتبة متخلّفة مقارنة بعدد من الدول، من بينها الولايات المتّحدة وبريطانيا.
وباتت كندا تحلّ في قائمة أفضل دول مجموعة العشرين من حيث نسبة عدد الحاصلين على اللّقاح لِعدد السكّان.
وتمكّنت كندا من تطعيم 51،5 بالمئة من السكّان بالكامل (نافذة جديدة)، بمعنى أنّهم حصلوا على جرعتَي اللّقاح المضادّ لِكوفيد-19، لتصبح من بين 15 دولة أكملت تطعيم 50 بالمئة من سكّانها.
وتضمّ القائمة أيضا بريطانيا وإسبانيا وجزيرة مالطة ودولة الإمارات والبحرين وقطر وشيلي وإسرائيل ومنغوليا وهنغاريا و إيسلندا وجزر سيشل وجزيرة سانت مارتن.
وحلّت كندا أيضا بين 7 دول تمكّنت من إعطاء أكثر من 70 بالمئة من سكّانها الجرعة الأولى من اللّقاح ، وتجاوزت على هذا الصعيد كلّا من بريطانيا والولايات المتّحدة وإسرائيل.
وتقول إيف دوبيه أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة لافال والباحثة في المعهد الوطني للصحّة العامّة في كيبيك، إنّ كندا واجهت في البداية مشاكل في التموين وفي الحصول على كميّات كافية من اللّقاحات.
وأظهر التطوّر الذي حقّقته كندا قدرات الأنظمة العامّة على التعبئة وتوفير الموارد.
وتابعت دوبيه مشيرة إلى الخبرة التي اكتسبتها كندا في تطوير استرااتيجيّات تطعيم شاملة خلال أزمة فيروس أتش 1أن1 في عام 2009.
وأوضحت دوبيه، التي تتابع القضايا الثقافيّة والاجتماعيّة والإثنيّة المتعلّقة بالأمراض المعدية، أنّ حملة التطعيم بدأت في كندا خلال الموجة الثانية من الجائحة خريف العام 2020.
وأضافت أنّ ارتفاع عدد الإصابات يدفع بعدد أكبر من الأشخاص نحو تلقّي اللّقاح،خلافا لِما يحصل عندما يتراجع عدد الإصابات.
وحصل أكثر من 70 بالمئة من الكنديّين على اللّقاح، في حين تبلغ النسبة 55،76 بالمئة في الولايات المتّحدة .
وتعزو دوبيه السبب إلى تردّد عدد كبير من الأميركيّين في تلقّي اللّقاح، وتتحدّث عن جيوب مقاومة، مشيرة إلى الربط بين النظرة السياسيّة وقبول اللّقاح، وهي كلّها قضايا غير موجودة في كندا حسب قول أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة لافال والباحثة في المعهد الوطني للصحّة العامّة في كيبيك إيف دوبيه.
وسبق أن قال د. أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيّين للرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي في حديث إلى سي أن أن، إنّ أداء كندا أفضل من أداء الولايات المتّحدة، ليس لأنّنا نبذل جهدا أقلّ كما قال.
وأضاف مشيرا إلى عدم وجود انقسام في كندا، وأشخاص لا يريدون الحصول على اللّقاح ، بسبب الإيديولوجيّة والإقناع السياسي.
لكنّ كندا ليست في منأى عن الاعتبارات السياسيّة والفوارق بين منطقة وأخرى بشأن اللّقاح.
وأفاد استطلاع أجرته مؤسّسة أنغوس ريد منتصف الشهر الجاري أنّ 9 بالمئة من سكّان كيبيك و أونتاريو لا يريدون تلقّي اللّقاح أو يتردّدون بشأنه.
وتفيد بيانات راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، أن نسبة الكنديّين الذين حصلوا على الجرعة الأولى من اللّقاح متفاوتة بين مقاطعة وأخرى.
وبلغت النسبة 63،5 بالمئة في ألبرتا، و 63،6 بالمئة في سَسكتشوان، و72 بالمئة في كيبيك و 74 بالمئة في نوفا سكوشا.
وتمكّنت كندا من إعطاء 46 مليون جرعة من اللّقاح حسب بيانات راديو كندا.
وتُعرب إيف دوبيه أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة لافال والباحثة في المعهد الوطني للصحّة العامّة في كيبيك، عن ارتياحها لهذه النتائج، لكنّ حملة التطعيم حسب رأيها، أشبه بماراثون.
والكيلومترات الأخيرة أصعب بكثير من الأولى، ومن المحتمل أن تتباطأ حملة التطعيم في كندا على غرار ما حصل في دول أخرى.
المصدر: راديو كندا الدولي