ماهي تلك الرسالة؟
الرسالة التي كانت بلا شك سبب شعبية ترامب، بفوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
٩- ترامب ركز على عدة نقاط، واستمر يذكرها بلا تغيير أو ملل من البداية إلى ما قبل يوم النتائج ، وأبرزها:
* أنا غني ومستقل ولست مديناً لأحد.. لذا إن حكمتكم سأعمل لأجلكم وليس لأجل أي جهة أخرى.أما غيري، وعلى رأسهم الفاسدة هيلاري سيعملون من أجل داعميهم من بنوك ولوبيات كبيرة وفاسدة.
* أنا ناجح، انظروا إلى تاريخي، أنشأت العديد من المشاريع العملاقة الناجحة، وهذا ما سأقوم به لأمريكا، عكس بقية المرشحين .. الذين لم يفعلوا شيئاً ذو قيمة بحياتهم ولا يجيدون إلا لغة الكلام.
* أنا سأطوّع القوانين من أجل إعادة الوظائف لأمريكا، وهذه نقطة حساسة للناخب الأمريكي. فأغلب الشركات أصبحت تغلق مصانعها وتصنّع منتجاتها..بالخارج (الصين، والمكسيك) بسبب رخص تكلفة العمالة مقارنةً بأمريكا، وذكر أن أي جهة (واستشهد بـ Ford و Apple) لن تقبل بتصنيع منتجاتها بأمريكا.
* سأفرض على منتجاتها القادمة من الخارج ضرائب ضخمة، مما يضطرهم بالنهاية لإعادة التصنيع بأمريكا وهو ما سيولّد وظائف بالداخل.
ترامب وصف نفسه هنا بالتالي: سأكون أكبر رئيس مولّد للوظائف خلقه الله بتاريخ أمريكا!
* أنا أفهم كيف يعمل الفساد بأمريكا، لإنني كنت جزءاً منه، إضطراراً بسبب أعمالي و مصالحي موّلت الكثير من هؤلاء الدمى، وضرب مثالاً بأنه..يوم زواجه إتصل بهيلاري وأمرها بالحضور، ولم تستطع الرفض لأنه دعمها مالياً! كان يضرب هذه الأمثلة لإيصال رسالة: أنا أفهم هذا المستنقع جيداً وسأقوم بتنظيفه!
* المهاجرون ، وهذه نقطة أُسيئ فهمها ، خصوصاً لدينا، وسبب ذلك الإعلام المنحاز لهيلاري. ترامب، كأي وطني، يقول لا يجوز أن يدخل أمريكا .. أي شخص بشكل غير قانوني (تهريب)، ويستولي على وظيفة ويحرم الأمريكي دافع الضرائب منها.
ترامب تحدث عن نقطة تهم المواطن الأمريكي بأعلى درجة.. أكثر من تهويلات الإعلام عن مغامراته الجنسية والتي ذكرت بأول يوم أنها لن تقدم ولا تؤخر ،لا بل ربما تساعده!
*بأمريكا يوجد ١١ مليون شخص يعملون بشكل مخالف للنظام. دخلوا البلاد عن طريق عبور الحدود من المكسيك (تهريب) ويعرف ترامب (والأمريكان بالشارع).. أن جزءاً كبيراً من هؤلاء هم مجرمون، مهربوا مخدرات، ومغتصبون.
بل والرواية المقتنع بها ترامب وجمهوره أن المكسيك تخرجهم من..السجون وترسلهم للحدود ليعبروا إلى أمريكا، لكي لا تتكفل بدفع إعاشتهم بالسجون!
*عندما ذكر ترامب أنه سيبني جداراً فاصلاً بين المكسيك وأمريكا، لإيقاف الهجرة غير الشرعية (التهريب) وسيجبر دولة المكسيك على دفع ثمنه.. بل وسيقبض على المهاجرين غير الشرعيين ويعيدهم إلى المكسيك ، إنتفض الإعلام ضده، وصوره على أنه هتلر جديد، الذي لم يعرفوه .. هو أن هذه الرسالة بالذات كانت المفتاح لقلب الناخب الأمريكي، الذي مل من عدم وجود وظيفه براتب معقول لأن المكسيكي يقبل بأجر منخفض ودون تأمين ومل من رؤية نسبة الجرائم ترتفع بسبب تلك العصابات الخارجة عن السيطرة.
ترامب والمسلمين:
* المسلمون، وهذه أيضاً نقطة أسيئ فهمها، وذلك بسبب الإعلام المنحاز ومن يُسمّون بالمثقفين الذين ينقلون عنه! لدى ترامب قناعة مطلقة ومرعبة وخطيرة، وهي أن داعش صنيعة لحكومة أوباما وهيلاري! ذكر ذلك بإحدى كلماته، ثم عاد وحاول أن يلطف الأمر بأنهم صنعوا الأرضية التي أنتجتها.
* ترامب مقتنع بأن داعش صنيعة أوباما، وأنه -وهيلاري والمؤسسات الداعمة لهما- وراء أزمة اللاجئين، وأن الهدف من ذلك .. هو نقل أكبر عدد من أعضاء داعش، تحت غطاء لاجئين، لأمريكا والدول الأوربية، وذلك لاستخدامهم لاحقاً. لذلك كان ترامب واضحاً بأنه لا يريد للاجئين أن يأتوا إلى بلاده، وإقفال إستقبال أي زوار من دول إسلامية إلى أن يتمكنوا من بناء نظام فعّال (Vetting Process) يستطيع أن يضمن أن أي زائر لأمريكا لا يشكل خطرا عليها. لو كنتَ أمريكياً، ضع نفسك مكانهم، هل كنت سترفض ذلك؟
* عموماً، وتحت الضغط، تراجع ترامب وذكر أنه سيطبق ذلك فقط بحق الدول الواقعة تحت حروب وإرهاب. وطبعاً إصراره على إبقاء إمكانية اقتناء الأمريكي سلاح شخصي للحماية (ترفضها هيلاري) جزء من ذلك.
يتبع (منقول بتصرف.)