بقلم: علي أبو دشيش
يا أيها الصامتون لماذا لا تتحدثون؟؟ يا أيها المبدعون استمروا ولن تتوقفوا.. يخرج علينا من بين ظهورنا علماء تتباهى بهم الأمم ,وتفخر بهم, وتكرمهم بين الحين والآخر، علماء من بلادنا، علماء لم يعطوا لمصر فحسب ، بل أعطوا للإنسانية جميعا في شتى المجالات، علماء يكرمون خارج بلادنا ولم يكرموا في داخلها فلماذا لا نكرمهم ونفخر بهم ولماذا يتم التطاول عليهم بين الحين والآخر، ألا يستحقون أن يكرموا على جهودهم؟؟
احتار فكرى وقلمي أن يصف هذا العلم الكبير الذي أعطى لمصر الكثير والكثير والذي أشاد به معظم مشاهير العالم أجمع فلم أجد وصفا له سوى أن أقول انه هرم من أهرامات مصر الخالدة. انه العالم المصري الدكتور زاهي حواس.
الفرعون المصري.. هكذا يقلب من قبل الغرب أنتجت له قناة ناشيونال جيوغرافيك فيلما عن حياته وعمله في الآثار المصرية والاكتشافات الكثيرة له، كما انه هو المتحدث باسم شبكة سي إن إن للأخبار الأثرية في مصر ، هو ذلك الرجل الذي أدرج اسمه على قرص مدمج حملته بعثة استكشاف المريخ عام 2003 ، واختير كواحد من أفضل مائة شخصية مؤثرة على مستوى العالم2006 .
وفي عام 2008 حصل على رتبة قائد في وسام الاستحقاق الإيطالي، حصل على جائزة العالم المصري المميز من جمعية العلماء المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية، حصل على جائزة جولدن بليت من الأكاديمية الأمريكية للإنجازات لإنجازاته في علم الآثار، هو رجل يأخذك لمصر القديمة في رحله سريعة وأنت جالس في مقعدك يتجول بك بين عبق الماضي وتاريخ وأسرار الملوك القدماء.
أحد المشاهير قال لي: عندما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية لاحظت شيئا غريبا المئات يقفون طوابير وعندما تحققت من تلك الأمر رأيت الدكتور زاهي حواس جالسا وهؤلاء واحدا تلو الآخر في انتظار توقيع من ذلك الفرعون على أحد الكتابات، والأخر قال لي عندما نذهب إلى أوروبا فلا أحد يعرفنا ولكن عندما يذهب زاهي حواس فيقولون هذا هو الفرعون، واحداهن قالت لي عندما ذهب إلى هاواي استقبلوه بالطبول والورود.
لقد حقق الدكتور حواس عددا من الاكتشافات الكبرى على مدى حياته المهنية، بما في ذلك مقابر هرم بناة في الجيزة ووادي المومياوات الذهبية في الواحات البحرية. وقد اكتشف اثنين من أهرامات المملكة القديمة غير المعروفة سابقا، وغيرها من الاكتشافات التي لا تزال تنسب له الآن وعلى مر العصور القادمة.
من أهم الجهود البحثية التي قادها وأدارها الدكتور حواس هو مشروع المومياء المصري الذي استخدم تقنيات الطب الشرعي الحديثة مثل تحليل الحمض النووي للإجابة عن أسئلة عن المومياوات الملكية، والكشف عن عائلة الملك توت عنخ آمون، وحل سر قتل رمسيس الثالث.
وقد ظهر الدكتور حواس أيضا في العديد من الأفلام الوثائقية من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، قناة ديسكفري، ناشيونال جيوغرافيك، وغيرها، تم اختياره من قبل هيئة الإذاعة البريطانية للحصول على لمحة عن مصر في الألفية الجديدة.
وقد كتب الدكتور حواس العديد من الكتب بلغات مختلفة ومنها معجزة الهرم الأكبر ،نساء في مصر الفرعونية؛ كنوز مخفية في مصر القديمة؛ أسرار من الرمل. توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة؛ توت عنخ آمون – كنوز القبر. القبور الملكية المصرية -كتابه عن اكتشافه العظيم في الواحات البحرية وادي المومياوات الذهبية، وغيرها من الكتب.
ومؤخرا تم منحه سفيرا للأمم المتحدة للتراث العالمي ويتجول بين أنحاء العالم لنشر ليلقى المحاضرات ويشجع السياحة المصرية على الصعيد العالمي. هو رجل يعمل من اجل مصر ولمصر ولا يبخل عليها بشيء من علمه ولا وقته ولا حياته فقد أفني ذلك الرجل حياته من أجل تاريخ مصر فأصبح يشبه الفراعنة إلى حد كبير فهو يعمل بكل صمت، يعمل للتاريخ الإنساني والتراث بصفه عامة.
والبعض لا يملكون إلا مهاجمه هذا الرجل بكل ما أوتوا من دوافع الحقد التي تملأ قلوبهم، فقط يتحدثون ولا يعملون وليس لديهم إلا قذف التهم المعلبة التي لا تمت للواقع بأي شيء، أيها المبدعون استمروا فإننا لا نملك منكم إلا القليل، وأخيرا أطالب الرئيس السيسي بمنح زاهي حواس قلادة النيل.