بقلم: هيثم السباعي
أعتقد أنه من المهم إلقاء نظرة سريعة على أهم نتائج وتداعيات الإنتخابات النصفية التي جرت في الولايات المتحدة بتاريخ السادس من الشهر الماضي مع توقعات ماسيجري خلال السنتين القادمتين والباقيتين من عهد الرئيس ترامپ، حسب رأي المحللين السياسيين.
١. أنهت الإنتخابات النصفية هذا الشهر الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب (الكونغرس) التي دامت ثماني سنوات حيث حصل الديموقراطيون على ٢١٨ مقعداً ضمنت لهم الأكثرية في المجلس، واحتفظ الجمهوريون بالأكثرية في مجلس الشيوخ بنسبة ٥١-٤٩. تعتبر النتائج إنتصاراً جزئياً لترامب.
٢. ماذا سيقرر الديموقراطيون بالملفات التي أمامهم:
١.٢. العزل: لا يتوقع أن يلجأوا لعزل الرئيس لعدم إمكانية الحصول على الأكثرية حتى من قبل الديموقراطيين، هذا من جهة، ولما سيترتب على القرار من نتائج سيئة على الإنتخابات المقبلة حسبما سبق وحصل بعزل أحد الرؤساء السابقين، من جهة أخرى.
٢.٢. تصريح الرئيس لضريبة الدخل: إعلان ترامب منذ خوضه الإنتخابات الرئاسية بأنه، بعكس سابقيه لن يعلن عن تصريح دخله الذي قدمه لمصلحة الضرائب يبقى موضوع نزاع جذري، ومتابعته تعتبر من أولويات الديموقراطيين، وقد يطلبونه من وزير الخزانه لمعرفة فيما إذا كان لترامب علاقات تجارية مع روسيا أم لا.
٣.٢. روسيا: يمكن للمجلس الذي يحتله الديموقراطيون أن يعيدوا فتح تحقيق الكونغرس الذي أغلقه الجمهوريون في آذار/مارس الماضي عن علاقة السيد ترامپ بروسيا والبحث عن إجابات للأسئلة التي لم تجد لها جواباً في السابق، مما يعرض الرئيس لضغوط إضافية.
٤.٢. جدار المكسيك الحدودي: أي محاولة من قبل الجمهوريين لتمويل بناء ذلك الجدار الذي طلب له ترامب ٥ مليارات دولار في ميزانية العام القادم سيجمدها الديموقراطيون، علما بأنه بدأ بالتهديد بتعطيل الحكومة في حال رفض التمويل ووصول قافلة من عدة آلاف من لاجئي أميريكا الوسطى إلى الحدود الأميريكية – المكسيكية.
٥.٢. برنامج العناية الصحية: من العوامل التي أدت إلى نجاح الديموقراطيين تجنبهم التعهد بعزل الرئيس أثناء حملتهم الإنتخابية وتعهدهم بالدفاع عن برنامج العناية الصحية والرعاية الصحية المجانية لكبار السن +٦٥ مهما كان دخل الفرد والعمل على تخفيض أسعار الأدوية والتأمين الصحي.
٦.٢. إيران: إنسحاب ترامپ من الإتفاق النووي مع إيران أغضب الديموقراطيين ولكنهم لا يستطيعون إجراء أي تغيير طالما أن الجمهوريين يشغلون البيت الأبيض، يضاف إلى ذلك أن سياسة إيران المعادية لإسرائيل تجعلهم حذرين من التقارب معها.
٧.٢. طموحات ترامپ المستقبلية: أعلن ترامپ عن نيته خوض الإنتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ وفقدانه الأكثرية في الكونغرس لا تعني بالتأكيد خسارته الإنخابية فباراك أوباما وبيل كلينتون وريتشارد نيكسون فازوا بدورة ثانية رغم فقدانهم أكثرية الكونغرس.
٣. يرى المراقبون أن الديموقراطيين سيقومون فور بدء تولي مهامهم في الكونغرس بداية العام القادم باستدعاء خمسة وزراء من إدارة ترامپ للتحقيق معهم وإثبات عدم أهليتهم للمنصب الذي يتولونه أو بسبب الفساد وسوء استخدام المال العام. الوزراء هم وزير الداخلية ووزير الإسكان وتطوير المدن، وزيرة الأمن الداخلي، وزيرة التعليم ووزير التجارة.
٣. نشر شريط مصور (ڤيديو) لماكينة إنتخابية في أحد مراكز ولاية إنديانا يبين أنها انتقت أوتومتيكياً مرشحاً جمهورياً بدلاً من المرشح الديموقراطي الذي أعاد الإنتخاب ٣ مرات ليحصل على نفس النتيجة، مايدل على وجود تلاعب في بعض المراكز الإنتخابية.
٤. لأول مرة بتاريخ الولايات المتحدة تدخل سيدتان مسلمتان الكونغرس، الأولى إلهان عمر من أصول صومالية والثانية رشيدة طليب من أصول فلسطينية. بشكل عام كان عدد النساء اللاتي دخلن الكونغرس هذه الدوره هو الأكبر من نوعه.
٥. مع إقالة وزير العدل السابق چيف سيشن لم يعد بمقدور معاونه رود روبنشتاين الإشراف على التحقيقات المتعلقة بروسيا، خاصة وأن الوزير الجديد المكلف ماتيو ويتيكر، وهو مدعي عام سابق موالي للرئيس سيشرف على التحقيقات بنفسه، والآن أوكل المنصب إلى الجمهوري المخضرم ويليام بار الموالي للرئيس أيضاً والذي شغل نفس المنصب في إدارة جورج بوش الأب (١٩٨٨-١٩٩٢.)
أعتقد أنه لو بقي الجمهوريون كأكثرية بالكونغرس لتمكن ترامپ من إغلاق الملف أو فرض قيود على التحقيق. رغم ذلك سيعمل الديموقراطيون كل مافي وسعهم لإستمرار التحقيق، خاصة وأنه اقترب من نهايته كما يلمح المحقق الخاص روبرت مولر.
مع اقتراب حلول أعياد الميلاد المجيد ورأس السنه الميلادية الجديدة أتقدم من الجميع بأحر التهاني وأخلص التمنيات بأعياد مباركة وعام جديد ملؤه الصحة والسعادة والتوفيق والنجاح، أعادكم الله جميعاً إلى كل عام
إذن نحتاج كإجراء أول القضاء على الطائفية المتجذرة في مجتمعاتنا. للوصول إلى هذا الهدف علينا أولاً بمحاربة ممتهني الدين من مشايخ السلطان والتكفيريين والقضاء عليهم بتوعية المواطن وتعريفة بالمواطنة التي تجعل منه مواطناً متساوياً في الحقوق والواجبات تحت سقف القانون مع أي مواطن آخر. بكلمة أخرى أنا سوري قبل أن أكون منتمياً لأي دين أو طائفة أو مذهب.
السؤال الآن هل يمكننا الوصول إلى هذا الهدف؟؟؟ بالتأكيد، إذا عملنا على تصويب الخطاب الديني والتعديل الجذري لمناهج التعليم، بما يتماشى مع تقنية العصر وتعميم مفهوم المواطنه بالعمل الجاد ولا نحتاج لنفس المدة التي استغرقها الأوروبيين للتخلص من نفس الأعراض. الوسائل المتوفرة لدينا اليوم لم تكن متوفرة على الإطلاق في تلك الأيام، وأعني هنا وسائل التواصل الإجتماعي والتقدم العلمي والتقني المحيطة بنا كلها تساعد على تسريع الوصول إلى أهدافنا.