بقلم: رفاه السعد
خمسون يوما مرت على تشكيل الحكومة العراقية ولا تزال حكومة ناقصة..وتعيش البلاد بنصف حكومة في مؤشر على استمرار عملية فرض الارادات من قبل الاحزاب والكتل السياسية والعمل بنظام المحاصصة المقيتة التي حتى الان لم تستطيع الاحزاب التخلص منها بل وانما عملت على تنميتها ,وما يحدث هو دليل على تفاقم الازمة وتفضيل المصالح الشخصية على مصالح الوطن
وحتى الان لم يطبق اي بند من بنود برنامج الحكومة
يوم الثلاثاء صوت البرلمان العراقي على ٣ وزراء جدد
من اجمالي خمسة رشحهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ليكسر جمودا سياسيا مستمرا منذ اسابيع حيث وافق البرلمان على تولي نوري الدليمي وقصي السهيل وعبدالأمير الحمداني مناصب وزراء التخطيط والتعليم العالي والثقافة على الترتيب. وتمت الموافقة بعد اتفاق كتلتي الإصلاح والبناء على السماح بإجراء التصويت بشأن 5 وزارات.
لكن المرشحتين لوزارتي التعليم والهجرة، وهن المرأتان الوحيدتان اللتان جرى ترشحيهما لمناصب وزارية حتى الآن، لم تنجحا في نيل أصوات أعضاء البرلمان الكافية لتوليهن المنصبان
الخلافات متواصلة حول الوزارات المتبقية
حيث اعرب نواب سنة عن امتعاضهم في من رفض البرلمان التصويت لمرشحة وزارة التربية ملوحين بالطعن في جلسة التصويت كما وصف النواب ما حصل بعرض اسماء بصيغة انتقائية.. لم يكتفِ النواب بتعطيل الحكومة وموازنتها بل وعاد التسقيط السياسي للواجهة
اتهامات متبادلة بين اطراف سياسية ببيع وشراء المناصب الوزارية بالأموال وتهديد باللجوء الى المحكمة الاتحادية
ووصف خبراء تلكأ عبد المهدي وتأخير تشكيل الحكومة بأنها دليل واضح على ضعف موقفه والضغوط التي يتعرض لها من قبل الكتل السياسية الكبرى التي باتت تدير دفة الازمة وبين شد وجذب الكتل تبقى وزارتي الداخلية والدفاع هما الاساس في الازمة السياسية وهما اساس بقاء البلاد بنصف حكومة
الخلافات الكبيرة بين كتلة سائرون التي يقودها السيد مقتدى الصدر والفتح بقيادة هادي العامري المدعوم من ايران هي من ساهمت في عرقلة اكتمال الكابينة الوزارية ..ويحتدم الخلاف السياسي على تولي فالح الفياض منصب وزارة الداخلية المدعوم من ايران حيث ترفض كتلة سائرون ومعها كتل سياسية اخرى تولي الفياض الذي اعيد لمنصبه مؤخرا كمستشار للأمن الوطني بعد ان الغى عبد المهدي قرارات سابقة لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ,الاصرار على رفض الفياض ارتفعت حدته بعد وصول قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني بذات اليوم الذي عقدت فيه جلسة البرلمان للتصويت على الوزارات المتبقية لتبقى الحكومة معلقة بسبب اشخاص استغنوا عن وطنيتهم مقابل ارضاء ايران.