بقلم: فـريد زمكحل
شهد أول أمس الأربعاء الموافق 29/7 الجاري، مشادة وقعت في البرلمان التركي بين عضوين أحدهم نائبة عن حزب العدالة والتنمية والآخر نائباً عن حزب الشعوب الديمقراطي، وذلك أثناء اللقاء الذي عقد عقب موافقة البرلمان التركي على قانون تنظيم مواقع التواصل الاجتماعي المثير للجدل والهادف لتقييد حرية المستخدمين لها ووضعها تحت تحكم وسيطرة الحكومة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان، بما يعرّض هذه المواقع للحجب في حال عدم امتثال اصحابها لازالة محتوى معين، وذلك وفقاً لما أعلنته وكالة (تركيا الآن)… والذي وصفته قوى المعارضة بأنه فرض للرقابة!
وهذا يوضح الوضع المشين التي وصلت إليه الدولة التركية تحت رئاسة أردوغان الماسوني الهوى والهوية والإخواني القلب والقالب، وكلاهما وجهان لعملة واحدة، لا علاقة لهما بالدين أو الديّان من قريب أو بعيد، وإن كان يحاول الرئيس التركي إيهام الجميع بعكس ذلك من خلال قراره الأرعن بتحويل كنيسة آيا صوفيا التاريخية إلى جامع إسلامي، طمعاً بكسب تأييد المتشددين من المتطرفين الإسلاميين والقاعدة الأوسع من غير المثقفين في الشارع العربي، على أمل تحقيق حلمه المستحيل بإقامة واسترداد دولة الخلافة العثمانية من جديد، وهو عشم إبليس في الجنة.
تمام كعشم رئيس الوزراء الأثيوبي الحاكم أبي أحمد وحكومته ومن يقفوا خلفه بتعطيش المصريين والسيطرة على مقدّارتهم من خلال سد النهضة بلا عذرٍ مقبول تاريخياً أو اقليمياً أو دولياً…
ناسياً متناسياً بأن الذي رسم وحدد الخط الأحمر في الصراع التركي الليبي وفعل ما قاله والتزم به ، قادر أن يرسم ويحدد العديد من الخطوط الحمراء للنظام الأثيوبي الحاكم بخصوص نهر النيل الأزرق وكيفية توزيعه ومشاركته مع دولتي المصب مصر والسودان وفقاً للمعاهدات المُنظمة لحقوق وواجبات الدول في هذا الخصوص، لأن مصر دولة صاحبة حق تاريخي في مجرى النيل ونحن لا نتنازل عن حقوقنا التاريخية في الأرض والمياه والسيادة.
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد…
وأخيراً أحب أن أتوجه من الجميع بخالص التهاني وعظيم الأماني بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وعلى مصر قيادة وشعباً بمزيد من الأمن والاستقرار سبيل التقدم وكل إزدهار.
مصر .. مصر .. مصر .. تحيا مصر وتبقى على الدوام أكبر من كيد المعتدين ومؤامراتهم الدنيئة!