لم تكن قصة ناهض حتّر تشبه تشارلي ايبدو كثيرا ولكن كان هناك الكثير من التقاطعات الرئيسية!
ومن المؤكد ايضا ان الكثير من كتابنا العرب والكثير من المتشدقين حاول الاختباء وراء ميول حتّر اليسارية حينا، وتاييده الحكم في سوريا حينا اخرى من اجل تبرير جريمة قتل كاتب رأي!
ياللعار!! كيف يمكن لنا ان نختلف سلميا ونطور الارض والإنسان سلميا ان لم نستطع التسامح مع الرأي الاخر !!
لا وبل نستغل أفكاره ومواقفه السياسية لتبرير قتله!!
ابان واقعة تشارلي ايبدو المؤلمة تنطع الكثيرون وكتبوا “انا تشارلي ايبدو” وهذا رأيهم ونحترم تعبيرهم عنه. ولكننا لم نر الكثير من هؤولاء في المنطقة العربية يقول “لا” لمقتل حتّر – رغم ان ما وضعه حتّر من انتقاد للمتشددين السلفيين – وللتأكيد هو لم يسب الاسلام او الله او المسلمين — لم يكن يقارب ما نشر في المنشورة الفرنسية! كان اقل بكثير.
وعلى سبيل التذكير، فان الاْردن بقياداته وحكومته ومفكريه قاموا يقولون “لا” لجريمة تشارلي ايبدو! وهم مشكورون على ذلك وجميل ان نرى الاْردن دولة تحاول ان تكون متقدمة في التسامح بين الأديان واحترام الرأي !
ولكن ولكي لا نهضم حق الراحل حتّر فإننا نقول ان الاْردن عندما اعتقل حتّر ووجه له تهمة ذم الذات الإلهية ومن ثم أطلق سراحه لياتي الى المحكمة لاحقا فقد فتح الباب امام التشدد – الذي بات يسري في كل المنطقة – لتبرير قتل حتّر!!!
توجيه تهمة كبيرة كهذه، ومجرد تناولها في الجرائد يساعد في إشعال هذه الحرائق!!
والدور الذي تسعى له الاْردن في المنطقة من حيث تدوير المواقف السياسية حينا، وممارسة الليونة والمواربة والاستمراء مع تيار التشدد من اجل ابعاد شرورهم مرة اخرى،.. ربما يبقى الحكم الأردني سليما ويبعده قليلا عن غضب المتشددين كحكم سياسي. ولكنه حتما لا يحل المشاكل الداخلية وبالنتيجة يكون عكس ما تنّظر به الحكومة الاردنية في المنابر الدولية عن التساوي بين الأديان وحرية الرأي !!
من المسؤول عن قتل حتّر؟!!