بقلم: هيثم السباعي
منذ دخوله البيت الأبيض بداية عام ٢٠١٦ والرئيس دونالد چي ترامپ لم يتوان يوماً عن مفاجأة العالم عامة والأميريكيين خاصة بقرارات وتغريدات لم يُعَوِّدنا على مثلها الرؤساء الذين سبقوه. كان همه الأول عند توليه السلطة، هو القضاء على إرث أوباما بالكامل. بدأ الحديث عن عزله بعد توليه السلطة بفترة قصيرة، ولايزال، فهل اقتربت؟ ربما!!!!
من الواضح أن مهنته السابقة كوكيل عقاري سابق ثم مستثمر في مجال العقارات مكنته من جمع ملياراته التي أصبحت – المليارات – المسيطرة على كل حاسة من حواسه المادية والمعنوية، بشكل أصبحت معه هوساً لايمكنه التخلص منه.
لدى مراقبة تغريداته وتصريحاته عن قرب من قبل علماء الإجتماع والنفس، أكدوا أنه أكذب رئيس بتاريخ الولايات المتحدة بلغ مجموع التصريحات الكاذبة والمضللة التي أدلى بها حسب صحيفة الإنديپيندنت اللندنية نقلاً عن صحيفة الواشنطن پوست الأميريكية مفاده أن الصحيفة الأخيرة تأخرت حوالي الشهر بسبب موسم الإجازات الصيفية بالنسبة لآخر تحديث لبنك معلوماتها التي تحلل وتصنف وتتابع كل تصريح روَّجَ له الرئيس الأميريكي. حدث هذا عندما قرر الرئيس الأميريكي فتح ‘صنبور’ الإدعاءات الكاذبة والمضللة والتي بلغ عددها ٤٢٢٩ إدعاءً خلال ٥٨٨ يوماً من عهده بزيادة ٩٧٨ إدعاءً خلال شهرين فقط. بهذا بلغ معدل إدعاءاته وتصريحاته الكاذبة والمضللة ٧,٦ في اليوم الواحد وبلغ الرقم القياسي اليومي في الخامس من تموز/يوليو عندما أدلى ب ٧٩ تصريحاً غير صحيح.
لا يتوانى عن مهاجمة وانتقاد كبار المسؤولين في إدارته من وزراء او مستشارين ولا يجد غضاضة بطردهم من إدارته علناً عبر مواقع التواصل الإجتماعي. في عهده الذي لم يكمل العامين بعد، انتشرت العنصرية على نطاق واسع وانتشر السلاح بين طلاب الثانويات خاصة وقاوم منعه بكل إمكانياته وسلطاته وازداد العنف في البلاد إلى مستويات غير مسبوقة، كما ازدهر التطرّف داخل الولايات المتحدة وفي أوروپا بمباركة وإسهام وتشجيع منه على ما يظهر.
علاقته بروسيا عجيبة غريبة ومثيرة للجدل. لاتقتصر العلاقة على مساعدته دخول البيت الأبيض، بل هناك ماهو أكثر عمقاً ومن الواضح أن هناك مايخشاه في هذه العلاقة. يكفي إجتماع هيلسينكي الذي دام أكثر من ساعتين مع نظيره الروسي ڤلاديمير پوتين اقتصر على الرئيسين ومترجمين. لم يشرك أحداً من وزرائه أو مستشاريه في هذه الإجتماعات، مخالفاً بذلك أبسط الأعراف الديبلوماسية الأميريكية المعروفة، ماترك جميع من حوله في حيص بيص شديدين لايدرون كيف يمكنهم معرفة ولو جزء بسيط من ما جرى في ذلك الإجتماع.
لحقته مغامراته النسائية السابقة إلى البيت الأبيض، ويبدو أنه كان مغرماً بممثلات الأفلام وعارضات المجلات الجنسية، التي كان أخرها فضيحة دفع مبلغ ١٣٠ ألف دولاراً أميريكياً لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز عن طريق محاميه الشخصي مايكل كوهن الذي اعترف أمام المحكمة بذلك وأن المبلغ دُفِعَ من مخصصات الحملة الإنتخابية الرئاسية وهذا مخالف للدستور ويعتبر الإتهام بدرجة جريمة مصيرها السجن.
من الفضائح التي تفجرت توجيه ثماني إتهامات ضد پول مانافورت مدير حملته الإنتخابية السابق بالتهرب الضريبي والتزوير والكذب وغيرها. كما وجهت أيضاً ثماني تهم إلى محاميه الشخصي مايكل كوهن منها الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية والتزوير المالي والتهرب الضريبي. وقبلهما وجهت تهم إلى مستشاره للأمن القومي چون فلين بالاتصال بالروس أثناء الحملة الانتخابية.
في العدد القادم سنتحدث عن الأزمات التي سببها لبلاده بعلاقتها مع جارتها الكنديه في الشمال ومع أقرب حلفائه في الإتحاد الأوروبي عبر الأطلسي، ومع إيران والصين وكوريا الشماليه ومواقفه المترددة من الأزمات الأخرى حول العالم.