بقلم: رفاه السعد
اصبح اهالي العاصمة بغداد «مدينة السلام» وبقية محافظات العراق يوم الاربعاء على فاجعة مقتل ستة مدنيين اختطفهم تنظيم داعش على طريق بغداد – كركوك .. وأصدر التنظيم مقطعا مصورا يظهر فيه المختطفين وهم يعرفون عن أسمائهم وبالفعل تعرف أهالي الضحايا على ذويهم وطالبوا الحكومة العراقية بالتدخل العاجل وإيجاد طريقة لتحرير المختطفين ،فيما فاوض داعش الحكومة العراقية على المختطفين طالبا اطلاق سراح سجينات داعشيات متحتجزات في السجون العراقية مقابل الافراج عن المدنيين الستة وأمهل التنظيم بغداد مدة ٧٢ ساعة والا فسيكون مصير المختطفين الموت!!! لكن الحكومة لم تحرك ساكناً ولا حتى بتصريح حتى وأن كانت لا تريد التفاوض من مبدأ لا تفاوض مع الارهابيين لكن كان لابد لها ان تتعاطف مع الضحايا وتبين إن المواطن اغلى من اي شي!! ..وقبل يوم من انتهاء المدة المقررة شنت القوات العراقية عملية عسكرية للبحث عن المختطفين في مناطق توقعت تواجدهم فيها، وكان هذا يوم الاثنين الماضي وفي ذات النهار انتشرت اشاعات تفيد بأن قوات مكافحة الارهاب استطاعت تحرير المختطفين وقتل عناصر داعش الخاطفين وعم الفرح وانتشر الخبر ليصل الى كل المواقع والصحف بل ونقلته محطات تلفزيونية محلية وتبارك الجهد الامني وتهنئ اهالي المخطوفين وأظهرت مقابلات تلفزيونية فرحة الاهالي
خبر الافراج ..زرع املا كبيرا لدى اهالي الضحايا وما لبث أن تلاشى ولم تكتمل الفرحة ولم يصدر اي تصريح رسمي والتقصير الامني والحكومي كان واضحا فلم يعلق احد من الحكومة ويكذب الخبر بل ويهدد من يطلق الشائعات لأنها تؤثر على اهالي الضحايا وبعد نحو ٢٤ ساعة فقط اصبح العراقيين على فاجعة قتل المختطفين بل والتمثيل بجثثهم ورميهم على طريق طوزخورماتو كركوك ..
غضب وردود فعل منددة بتقصير الحكومة والقوات العراقية التي وعدت بإنقاذهم من قبضة التنظيم، وعلى الفور خرج اهالي الضحايا بتظاهرات غاضبة مطالبين الحكومة التي وصفوها بالفاسدة بإعدام قيادات وعناصر داعش المحتجزين في السجون العراقية ردا على قتل الأبرياء وأيضا لم يصدر تصريح حكومي يشفي غليل أهالي الضحايا أو يجفف دموع اطفال تيتموا بلا ذنب !!
السؤال هنا بعد هذا الظلم هل عاد داعش من جديد فقد تزايدات مؤخرا عمليات التنظيم وتسبب بسقوط أكثر من خمسين قتيلا في هجمات متعددة وقد تمددت تحركاته على رقعة جغرافية واسعة مع امتداد مرتفعات حمرين والمنطقة الجبلية التي يتكون منها اقليم كردستان، عاد داعش الى جبال حمرين ليكرر سيناريو عام ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩ عندما انحصر في ذات الرقعة فما الذي يحصل اليوم؟
يقول خبراء إن
صعوبة وصول القوات العراقية إلى تلال حمرين بسبب تضاريسها جعل منها مرتعا للإرهابيين ورغم اعلان الحكومة استعادة السيطرة على المدن التي كانت تسيطر عليها داعش لكن الوضع الامني مرتبك والحوادث التي حصلت اخيرا لا يمكن الاستهانة بها أو اعتبارها جيوب او خلايا نائمة
فيجب على الحكومة اخذ ما حدث على محمل الجد.. فالتنظيم بدء يستغل انشغال الاطراف السياسية بالانتخابات ونتائجها المزورة ليتمدد ويزرع عناصره هنا وهناك ولم يكن اعتباطا ان يظهر شيخ عشيرة الشمر في صلاح الدين ليحذر الحكومة من عودة داعش لأنهم بدأوا يهاجموا بعض القرى الصغيرة وهذا ماحصل عام ٢٠١٤ قبل احتلاله للمدن.. فالبداية كانت بالتسلل الى القرى
عوامل عدة تجعل الارض خصبة ومؤهلة للتنظيم وعلى الحكومة ان تلتفت للوضع الامني بموازة تركيزها .على الوضع السياسي والتفكير بتقسيم الكعكة بينهم.
الوضع الامني لا يختلف اهميته عن الوضع الخدمي فالمواطن بدء يسأم وينقم الحياة التي يعيشها انقطاع متواصل للتيار الكهربي في درجات حرارة قد تصل الى خمسين درجة مئوية ازمة اخرى اضيفت مؤخرا وهي شح المياه التي لم تضعها الحكومة بحسبانها ،والبطالة التي يعاني منها الشباب الذي بدأ يحتج يوميا مطالبا الحكومة بتوفير فرص عمل وتظاهرة اخرى تطالب بمعالجة نقص الكهرباء وأخرى تطالب بماء صالح للشرب وأخيرا وليس اخراً سقوط ضحايا من المدنيين في شبكات مجاري الصرف الصحي المكشوفة والمتروكة من دون غطاء اي
بلد انت يا بلدي ..تحت ارضك بحر من النفط وثرواتك لا تعد ولا تحصى ومع هذا انت الاول في الفساد والفقر والبطالة والأيتام والأرامل.. ولا حياة لما تنادي..!!!